بين المساعي الدبلوماسية وعودة التفاؤل مع جولة التفاوض الحالية في الدوحة بين وفدي حماس واسرائيل وامكانية حدوث اختراق يؤدي الى ابرام هدنة في غزة من جهة، والعمليات العسكرية التي تعكس تخبط وجنون رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وخططه الجامحة التي يعلنها باتجاه معركة في رفح واخرى نحو الشمال مع لبنان من جهة اخرى، لا تبدو الامور واضحة لناحية اين تتجه الامور بعد مضي ستة أشهر من الحرب بعنوان "طوفان الاقصى"، ولكن ما يمكن الوقوف عنده هو عامل الوقت الذي يطلق يد الجيش الاسرائيلي في معاركه لغاية تحقيق اهدافه الاستراتيجية، وحدها إدارة بايدن تحاول لجم نتنياهو مع ضمان تحقيق أهداف اسرائيل.

وتشير مصادر سياسية لـ "ليبانون فايلز" ان ارتباط الوضع اللبناني برمته بحرب غزة لا يقتصر على جبهة الجنوب التي تتأرجح على وقع الضربات المتبادلة بين حزب الله والجيش الاسرائيلي، انما انتقلت المواجهات الى انفلات قواعد الاشتباك وتوسع نوعي ليطال مراكز وبنى تحتية لحزب الله، وهو مؤشر خطير في حال استمرار الحرب في غزة في مرحلة لا يمكن معها ضبط جموح الكابينت الاسرائيلي ورغبة نتنياهو بالقضاء على حماس وحزب الله.

وتوقفت المصادر عند زيارة الموفد الاميركي اموس هوكشتاين الاخيرة الى بيروت، وما يستشف منها هو اصراره على فصل وحدة المسارات بين جبهة جنوب لبنان وغزة، لضمان عودة مستوطني شمال اسرائيل، قابله اصرار لبناني رسمي بتنفيذ القرار 1701 الذي تخرقه اسرائيل بموازاة مواقف متشددة أطلقها حزب الله بعدم الحياد عن مساندة غزة وابقاء الوضع تحت سقف المواجهات الى حين هدنة غزة وحتى إشعار آخر.

ومفاد الوضع حسبما تؤشر المعطيات، هو جمود المفاوضات على جبهة لبنان واقتناع هوكشتاين ان لا وقف لاطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله، فتعقيدات الجبهة على الحدود بين الطرفين لا تقل صعوبة عن جبهة غزة، وقد تطور ملف الحرب واصبحت المعادلة محكومة بشروط ومبادئ اسرائيلية لا تراجع عنها تتخلص بما يلي:
-لا وقف للعمليات العسكرية مع حزب الله الا مع تنفيذ خطوة تراجعه الى شمال الليطاني
-اعتماد اسرائيل على الضغط العسكري لتحقيق ضمانات امنية وليس المفاوضات والضغوط الدبلوماسية فقط
-طرح الحرب الشاملة على لبنان للقضاء على حزب الله وضمان امن المستوطنات والغاء التهديد الذي يشكله الحزب.