hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ابتسام شديد

"مفاجآت متوقعة" على خط بعبدا والمختارة

الأربعاء ١٣ أيار ٢٠٢٠ - 06:16

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مرت العلاقة بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي بهبات باردة وساخنة كثيرة، وشهدت منذ احداث قبرشمون والثورة الشعبية مطبات كثيرة، فتصدعت العلاقة بين بعبدا والمختارة بشكل كبير في 30 حزيران من العام الماضي، على اثر زيارة رئيس التيار جبران باسيل الى الجبل، وتكرر المشهد في تظاهرات شارع الحمرا وفي محطات كثيرة عكست عدم الانسجام والود بين الطرفين.
اسباب التوترات عديدة تتصل بطبيعة كل مرحلة سياسية والظروف الناشئة عنها، لكن المؤكد والثابت ان النائب السابق وليد جنبلاط الذي يهادن أعتى خصومه لم يجد نفسه ابدا منسجماً مع فريق التيار ورئاسة الجمهورية، وقد اندلعت أكثر من مواجهة عند تشكيل الحكومات ومقاربة الملفات الساخنة. كما ان المعركة الكبرى بينهما استعرت في الانتخابات النيابية ولم تهدأ النفوس بعد على خلفية الأرقام التي نالها العونيون في الجبل، فوليد جنبلاط المسكون بهواجس العلاقة الدرزية - المسيحية يخشى من تسلل أحد الى ملعبه المسيحي، كما ينزعج من العلاقة المسيحية مع القيادات الدرزية المنافسة للمختارة. والمسار المتوتر بين الفريقين وصل ايضاً الى نقطة فتح المختارة معركة اسقاط رئيس الجمهورية ميشال عون، تماشيا مع الانتفاضة الشعبية.
هكذا بقي وليد جنبلاط في الاشهر الأخيرة يُشاغب على خط بعبدا لإرباك الساحة الداخلية وغير قادر على "هضم الحالة العونية" الناشئة قربه في الجبل. وفي سياق تحقيق عدة أهداف، فهو أراد ترميم حالته الشعبية التي تضررت بعد تقليص نفوذه السياسي، و بسبب ما تناهى اليه من تماهي العلاقة بين رئيس الحكومة حسان دياب ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من جهة، وشعوره بفقدان الأدوار التي كان يلعبها في السنوات السابقة كبيضة قبان في الميزان السياسي.
مؤخراً هدأت التوترات على جبهة المختارة وبعبدا، وساهم لقاء بعبدا بين الرئيس ميشال عون وجنبلاط بفرض هدنة سياسية، وفتح صفحة جديدة في العلاقة، قضت أولا بإطفاء الحملات المتبادلة، فتم حذف تغريدات نواب الاشتراكي والتيار والانتقال بعدها الى تنظيم الخلاف وربط النزاع بين الطرفين.
قد يكون هناك مصلحة مشتركة وملحة حتّمت الركون الجنبلاطي مؤخراً للتهدئة، ودفعت في اتجاه إحتواء فريق العهد "للممارسات الجنبلاطية السلبية" الماضية على حد ما تسميها. ووفق مصادر سياسية، كان المطلوب تنظيم الخلاف بعد ان وصل الى مستويات غير مقبولة في العمل السياسي، وعلى الارض بعد ان صار السلم الأهلي مهدداً وهشاً في عدد من مناطق الجبل، على خلفيات التجييش والتحريض السياسي والطائفي.
العودة الى خطوط التماس السابقة غير مطروحة، فالأولوية لدى المختارة وفق المصادر الاشتراكية الوضعين الاقتصادي والصحي في هذه المرحلة، وتأجيل الملفات السياسية الحامية. وتؤكد المصادر الاشتراكية ان جنبلاط له نظرته الخاصة فهو ضد الحكومة إذا لم تحقق انجازات، لكنه لا يزال يعطيها فرصة سماح، وهو كان متمايزاً عن حلفائه وأعلن عدم رغبته الالتحاق بأي جبهة ثلاثية او رباعية في عز الحملة ضد فريق العهد والتيار الوطني الحر.
مؤشرات كثيرة قرأها وليد جنبلاط دفعته للتهدئة مع العهد، فإستمرار المعركة الشرسة ضد العهد ستوتر العلاقة مع حزب الله وتحرج الرئيس نبيه بري، عدا ذلك فإن اي مواجهة مع الحكومة الحالية تنعكس سلباً على الوضع العام. ومن منطلق ربما "ان الضرب بالميت الحكومي حرام"، وعلى اعتبار ان المعركة مع بعبدا لا تُكسِب ولا تُخسِر في هذه المرحلة، اختار جنبلاط المصالحة والمصارحة. ومن المتوقع ان تظهر كما تتنبأ رادارات سياسيين مفاجآت قريبة على خط العلاقة بين بعبدا والمختارة بعيدا عن تأثيرات لقاء بيت الوسط بين وليد جنبلاط وسعد الحريري الأخير.

  • شارك الخبر