hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ميرا جزيني

رهانان على تبدّلات خارجية وفرصة توافق يتيمة!

السبت ٢٣ آذار ٢٠٢٤ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا ريب أن لبنان بات أسير الإيقاع الإقليمي، من الحرب في غزة وتلك المرتقبة على رفح، إلى التفاوض الأميركي - الإيراني في سلطنة عُمان، ويينهما التنافس على النفوذ وتجميع أوراق القوّة في بقع التأثير المباشر والمشترك، من العراق واليمن إلى سوريا فلبنان.

ولا ريب أيضا أن توسّع مساحات الخلاف والتنافر الأميركي - الإسرائيلي تفيد منها طهران التي تعوّل على حاجة الإدارة الأميركية الى اختراقات خارجية حتى لو أتت من النوع الصغير والمتواضع من أجل تعزيز فرصها الرئاسية. لكن طهران التي نالت ما نالته جراء إلغاء الجمهوريين انتصارها النووي في الاتفاقية النووية أو ما عُرف بخطة العمل الشاملة المشتركة، لن تذهب بعيدا في أي رهانات أو التزامات مع إدارة الرئيس جو بايدن التي باتت في ربعها الأخير، وهي التي تخوض مواجهة تنافسية صعبة مع الرئيس السابق دونالد ترامب.

يُرتقب مشهد التفاوض هذا تماما كما يُرتقب مآل أي صفقة محتملة وربما مرجّحة بين طهران وواشنطن. ولا يُخفى أن ثمة إتجاهين لبنانيين متناقضين لمقاربة العلاقة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية:

-واحد يعوّل على أرجحية أميركية تتيح له كحليف تحقيق رؤيته السلطوية وحكم البلد، أو نصفه إذا لم يتمكّن من حكمه كله. ويقول هذا الفريق إنه بات على جهوزية كاملة سياسية ولوجستية للتحرّك والمبادرة متى حلّت الساعة صفر. واستطرادا من مصلحته إبقاء نوافذ المقارعة مع حزب الله مفتوحة على مصراعيها في الوقت الراهن بما يؤمن التحشيد اللازم لخوض المعركة الأخيرة متى حلّ أوانها.

-وثانٍ يجزم بغلبة إيرانية واقعة لا محالة يتحضّر لملاقاتها عبر توليفات ومناورات سياسية يقوم بها راهنا لملء الوقت الضائع الفاصل عن ساعة الحقيقة. ولا يضيره في المساحة العائمة مزيد من الانتظار ومن الفراغ الرئاسي إلى حين حلول النصر الإيراني المرتجى. كما لا تضيره إطلاقا حرب الاستنزاف والمناصرة القائمة عند الحدود الجنوبية التي تبقى كلفتها البشرية والمادية، حكماً، مقبولة مقارنة بما هو مُتخيَّل من نصر آتٍ.

وبين هاتين المقاربتين المتنافرتين، يبحث من يفضّل الابتعاد عن الرهانات الخارجية عن الحدّ الأدنى من مساحات الحوار والالتقاء الداخلي لقناعته بأن هذا السبيل هو الوحيد القادر على تأمين بيئة حاضنة للتوافق قد تكون الفرصة الأخيرة للفوز بالرئيس الضائع جرّاء الرهانات القاتلة.

  • شارك الخبر