إستمع للخبر

لا يزال كل الحراك الرئاسي أسير المراوحة بفعل تمسّك كل طرف بموقفه المعلن، فيما لم يثبت بعد أن المسؤولين قادرون أو ربما راغبون في الإفادة من المومنتوم الذي نتج من الإتفاق السعودي - الإيراني من أجل الولوج الى حلّ داخلي مُغطّى خارجيا يؤدي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

يعود هذا العجز، في جزء كبير منه، الى أن بعض المعنيين لا يزال على رهاناته الخارجية في انتظار كلمة سرّ ما تُفرج عن الأسير الرئاسي، فيما بعضٌ آخر على عناده، موصدا باب النقاش والحوار والتوافق، وليس قادرا في الوقت عينه على ترجيح خياره الرئاسي، واستطرادا على إيصال مرشحه المعلن.

ولا شكّ أن أكثر القائمين على الدينامية الرئاسية هو رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي بإعلانه ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية تمكّن من خلط الأوراق وأعطى بعدا جديدا للمعركة الرئاسية.

وعلم "ليبانون فايلز" أن بري يعوّل على أن ينجح في برمجة زيارة له الى الرياض يعتبرها مفصلية في الشأن الرئاسي. وهو بالفعل جسّ نبض المملكة العربية السعودية، من غير أن ينجح بعد في الحصول على جواب في شأن الزيارة.

وقالت مصادر معنية إن الرياض لا تبدو الى الآن مقتنعة بجدوى الزيارة، خصوصا في حال يريدها رئيس البرلمان لتسويق فرنجية، انطلاقا من أن الموقف السعودي واضح في تحديده المواصفات الرئاسية المطلوبة وهي بنظر الرياض لا تتوافر في فرنجية تأسيسا على قربه من حزب الله.

لكن المصادر اعتبرت أن بري لم يكن ليطلب الزيارة لو لم يكن في حوزته طرح جديد يرى أنه قد يلقى تجاوبا سعوديا، لافتة الى أنه بالتأكيد لن يغامر فيحمل اسم فرنجية انطلاقا من علمه المسبق بالموقف السعودي الرافض.

وتحدثت المصادر عما تسميه توزيع أدوار محتمل بين بري وقيادة حزب الله، بحيث يُكلّف بري بوضع التصور التوافقي الذي من شأنه تزكية خيار آخر غير فرنجية، في حين يبقى الحزب خارج هذا التوافق، أقلّه في المرحلة الأولى من الترشيح -المخرج.