إستمع للخبر

لا شيئ حتّى الساعة يوحي بقرب نهاية الحرب الروسية في أوكرانيا، لا بل على العكس فإنّ مؤشّرات إطالة الأزمة تتغلّب على أي نتيجة متوخّاة من المسار التفاوضي. ولعلّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يستخدم سلاح الغاز والغذاء لتطويق أوروبا والغرب، يتطلّع الى عودة موسم الشتاء واشتداد حاجة أوروبا الى هذه الموارد الطبيعية من أجل إحكام قبضته على مجريات الحرب والتفاوض.
بالموازاة ليس خافيا أنّ الولايات المتّحدة الأميركية تسعى الى إيجاد البدائل عن الغاز الروسي، ولهذه الغاية من المرتقب ان يتوجّه الرئيس الاميركي جون بايدن الى الخليج في زيارة يبقى عنوانها الأبرز الطلب من السعودية رفع إنتاج النفط والغاز، لتخفيف اعتماد الغرب على الغاز الروسي. ولا بدّ أنّ الرياض تتوخّى مكاسب سياسية من هذه العملية خصوصا في ظلّ تعثّر التوصّل الى إحياء الإتفاق النووي بين واشنطن وطهران أقلّه حتّى الساعة، لرفض الولايات المتحدة رفع الحرس الثوري الإيراني عن قائمة الإرهاب.
بناء على ما تقدّم، تقف المنطقة والإقليم أمام خلط أوراق جديد مع تفوّق منسوب التوتّر على محاولات التهدئة وبالتالي إنحسار إمكان التسويات أقلّه مرحليا. من هنا، يمكن فهم كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطاب ذكرى التحرير، عندما دعا الى "الترقّب والانتباه والاستعداد لما قد يجري وله تداعيات كبيرة على المنطقة وهذا يتوقف على حماقة العدو"، على حدّ تعبيره.
نصرالله الذي وجّه رسالة مبطّنة الى اسرائيل التي تُجري مناورات ضخمة تنتهي في غضون أيام وتسعى في الوقت عينه الى بدء استخراج النفط والغاز من حقل كاريش، تطرّق الى موضوع استخراج لبنان غازه من البحر مؤكّدا أنّ هذا الموضوع ممكن جدا جدا ولكنّه يحتاج الى جرأة.

كلام نصرالله الذي ينطوي على رسالة تحذيرية لإسرائيل إن حاولت التعدّي على ثروة لبنان في المنطقة المتنازع عليها بين البلدين والتي يقع جزء من حقل كاريش من ضمنها بحسب الموقف الرسمي اللبناني، مرّر رسالة إيجابية في ما خصّ الثروة اللبنانية، وهو ما تربطه أوساط مُراقبة بزيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الى واشنطن وما يُحكى عن أنّها تهدف في جانب منها الى تفعيل مسألة ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بعد فترة من الركود إثر الحراك الأميركي الأخير الذي قاده الموفد الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين بين تل أبيب وبيروت.

وعلم "ليبانون فايلز" على هذا الصعيد، أن لبنان يتحضّر لإعطاء جواب خطيّ على المبادرة التي تقدّم بها هوكشتاين قبل أشهر.
هو إذا سباق بين إمكان نفاذ لبنان بريشه من التعقيدات الإقليمية والدولية عبر ملفّ ترسيم الحدود وبين التدحرج أكثر نحو الهاوية المالية والإقتصادية مع تفاقم المؤشرات السلبية وتفلّت سعر صرف الدولار في السوق الموازية.
ويبقى الوقت كفيلا وحده بإيضاح الصورة أكثر.