hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - غاصب المختار

أخطاء الحريري القاتلة والخيارات المتاحة

الخميس ١٤ أيار ٢٠٢٠ - 06:19

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مهما كانت مبررات الرئيس سعد الحريري الشخصية والشعبية لخوص معاركه ضد الخصوم السياسيين، واولهم رئيسا الجمهورية والحكومة ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فهو لم يكن موفقاً في تبريراته، لأنه -برأي الخصوم- كان خلال فترات ترؤسه الحكومات، شريكاً معهم في كل كبيرة وصغيرة، او كان يغضّ النظر عن بعض الاجراءات التي ينتقدها الان.
استفاد سعد الحريري من كل التسويات التي عقدها سواء مع العهد وتياره او قبل ذلك مع خصومه الحاليين وبعض شركائه السابقين. ومن الطبيعي في فترة الانسحاب من الحكم بقرار ربما غير واعٍ او غير مدروس، ان تكثر الخصومات وتتعمق، وعلى هذا لم يعد للحريري من صاحب.
ربما الرئيس نبيه بري -وبمساعدة من وليد جنبلاط- حاول المستحيل مع الحريري ليبقى على رأس السلطة التنفيذية مع الرئيس ميشال عون، لهدف قَصَدَهُ بري حسب مقربين منه، وهو الحفاظ على التوازن السياسي الذي يدّعي الحريري واخرون غيره انه مفقود الان. فمن ترك الساحة لغيره لا يلوم إلا نفسه. ومن ذهب الى معارضة "عنزة ولو طارت" او معارضة الوقائع الموثّقة بعدما كان شريكاً في هذه الوقائع، لا يلوم الاخرين ويفتح لهم ملفات إما شارك فيها وإما غضّ النظر عنها خلال توليه المسؤولية مقابل مصلحة ما.
تراكمت اخطاء الحريري، وبدلاً من ان يدفع ثمنها وحده، يحاول توريط الاخرين في تلقي نتائج اخطائه. والمهم الان بالنسبة لتياره المتراجع، كيف يسترد موقعه السياسي خارج المعادلة السنّية. فالفارق بين من حمل إرث الشهيد رفيق الحريري السياسي وبين الشهيد، ان الاول اختصر الزعامة بطائفة بينما الشهيد وسّع زعامته على مساحة الوطن. ومن هنا جاءت مخاطر اللعب فقط على الوتر المذهبي السنّي لحماية الذات السياسية، علماً انه بات في الساحة السنية منافسون لا يُستهان بهم للحريري الابن.
ماهي الخيارات المتاحة الان امام سعد الحريري للخروج من حالته الراهنة؟
من وجهة نظر نواب في كتل مهمة، لا خيار امام سعد الحريري إلا العودة الى شراكة وطنية مع العهد ومع المكونات السياسية الاخرى، فهذه التفاهمات كانت تؤمّنُ للحريري موقعه الطبيعي اي الرقم واحد ضمن تركيبة الحكم كونه الممثل رقم واحد لطائفته. لكنه استقال من الحكم وفرط تحالفاته الوطنية بعد انتفاضة 17 تشرين الاول، اعتقاداً خاطئاً منه بأنه بركوب موجة الغضب الشعبي يستطيع إسقاط العهد،.ولكنه فشل هذا الرهان وهنا الخطأ السياسي القاتل.
ويقول هؤلاء النواب لموقعنا، مشكلة سعد الحريري انه اراد ان يستمر على النهج المالي والاقتصادي ذاته الذي سار به والده ورؤساء الحكومات الاخرين، ورفض اي مقاربات جديدة وجدية للإصلاح ومكافحة الفساد، واراد إبقاء المنظومة الاقتصادية والمالية السابقة التي اوصلت البلاد الى ما وصلت اليه.
ويضيف النواب، لا احد يتحدى سعد الحريري لا في طائفته ولا في موقعه السياسي، فهو موجود بقوة ضمن المنظومة النيابية والسياسية القائمة في البلاد كسائر المكونات الكبيرة. لذلك نقول انه لم ولن يسقط سياسياً بل سقط نهجه السياسي والاقتصادي والمالي، وعليه ان يُدرك ذلك ويعود الى التفاهمات الوطنية التي تحميه، فهو حتى ضمن طائفته بات ضعيفاً، ولديه منافسين حقيقيين منهم اللقاء التشاوري النيابي وبعض المستقلين، ومنهم ما يُقال عن عودة اخيه بهاء الى الضوء السياسي والشعبي ولو من بعيد، فماذا يختار الشيخ سعد؟

  • شارك الخبر