أضفى خبر تصنيف الإتحاد الأوروبي لبنان من ضمن فئة "البلدان البيضاء" في ما يتعلق بتفشي وباء كورونا، مسحة من التفاؤل على يومياتنا إثر انحسار الفيروس وانخفاض عدد الإصابات كما الوفيات في لبنان. هذا الإجراء الذي يعطي كلّ دولة في الإتحاد حرية اعتماد المعايير التي تراها مناسبة لفتح أراضيها أمام اللبنانيين وغيرهم ممن هم في اللائحة البيضاء، يأتي بعد تخطّي من تلقّوا اللقاح في لبنان عتبة المليون شخص مما ساهم في إنخفاض ملحوظ في وتيرة الإصابة بالمرض والموت من جرائه.
وسط نجاح التجربة اللبنانية في العودة من بعيد بعد تفشّي الوباء مجتمعياً خلال فصل الشتاء، من خلال سياسة الإغلاق التام وإستقدام شحنات من اللقاحات المُعتمدة عالمياً، إن من بوابة وزارة الصحة (فايزر وأسترازينيكا) أو القطاع الخاص (سبوتنيك)، كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن إمكان تصنيع لقاح Sputnik V في لبنان.
هذا المسار، بحسب وثيقة رسمية، حصل عليها موقع "ليبانون فايلز"، هي عبارة عن مراسلة بين سفارة لبنان في موسكو ووزارة الخارجية والمغتربين - مديرية الشؤون الاقتصادية - لا يزال طويلاً. وكما جاء في نص المراسلة فإنّه "حتّى تاريخه لا توجد اي اتفاقية مع اي طرف لبناني لتصنيع لقاح sputnik V في بيروت، غير أنّ العمل جار بين لبنان وروسيا من خلال القنوات الرسمية على تحديد الأطراف اللبنانية المؤهّلة لتصنيع اللقاح كمرحلة أولى من خلال إستمارة على الأطراف المهتمة ملؤها وإعادتها الى موسكو. وبعد تحديد الشركات المؤهلة تنطلق المرحلة الثانية لمناقشة المواصفات التقنية والشروط التجارية.
هذا عن تصنيع اللقاح، أمّا عن توريده الى لبنان، فمن المتوقّع أن ينتظم بعد شهر كانون الثاني من العام 2022. وبحسب المراسلة عينها، فإنّ الشركة المورّدة للقاح تلقّت جملة اتصالات من معظم الشركات التي استحصلت على تصريح للاستيراد من وزارة الصحة اللبنانية، لكنّها ليست مستعدّة لتوقيع اي اتفاقية جديدة الى حين تأمين خطوط إنتاج إضافية. علماً أنّها لم تسلّم الى شركة Malia Group الطرف اللبناني الوحيد الذي وقّعت معه اتفاقية توريد حتّى الساعة، سوى 55 ألف جرعة جراء نقص شديد في الإنتاج بسبب الطلب الكبير على اللقاح.
وبحسب المحادثات بين سفارة لبنان في موسكو والممثّل التنفيذي للشركة المُصنّعة للقاح الروسي، فإنّ الشركة مستعدّة الى توقيع اتفاقية توريد جرعات كافية بشكل مباشر وحصري مع الحكومة اللبنانية في أقرب وقت ممكن، في خطوة قد تكون مقدّمة الى توقيع اتفاقيات ثنائية بين لبنان وروسيا لفتح الأجواء والتبادل السياحي والاعتراف المتبادل بشهادات التلقيح.