hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - إبتسام شديد

قانون قيصر وما تَغيّر من السبت الى الخميس؟

الإثنين ١٥ حزيران ٢٠٢٠ - 06:22

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ما بين تظاهرة السادس من حزيران والعودة الى الشارع يوم الخميس، شيء لم يتغير داخلياً ولا إقليمياً، ومع ذلك فإن التظاهرات شهدت فوارق كثيرة بين الجولتين، تجلت بعودة العقل الى الشارع في غضون خمسة ايام، بعد المنحى الطائفي الذي سلكته التظاهرة الأولى.
لم يعد سراً ان من قاموا بطرد المتظاهرين في تحرك 6-6 عادوا اليه على متن الدراجات النارية نفسها لكن بشعارات مختلفة، مما يدفع إلى التساؤل: من المستفيد الأول، هل ما يجري عملية استدراج لحزب الله الى الشارع، وماذا يريد الثنائي الشيعي وتحديداً حزب الله من النزول الى شارع المصارف، وهو الذي طارد المتظاهرين في السادس من حزيران، وعلى ماذا استند الراعون لجولة الشارع الأخيرة؟
التقييم الأوّلي لمجرى الأحداث يؤكد المؤكد بأن هناك من حاول أخذ الشارع الى مكان آخر، وحرف المسار عن تظاهرات 17 تشرين الاول، مع التصويب على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على خليفة ارتفاع سعر الدولار وانهيار الليرة. بعبارة اوضح تطويع الحاكم كونه الآداة التنفيذية لتطبيق قانون "قيصر".
الدور غير المرئي في كواليس شارع الخميس لعبه حزب الله والمجموعات التي تدور في فلكه، ولو كان المنتفضون ليسوا عناصر حزبية، لكن هؤلاء كانوا متابعين عن بعد. حيث تتحدث المعلومات عن تصوّر وضعه حزب الله قبل اسبوعين للتعاطي مع المرحلة المقبلة وكيفية مواجهة عقوبات "قيصر"، وفي اطار حساباته المسبقة لعودة الموجة الثانية من التظاهرات. وهذا ما فسر الحركة المنظمة لكوادر حزبية انتشرت في الخطوط الخلفية تحت جسري المشرفية والرينغ.
اعتمد حزب الله التكتيك الناعم في انتشاره الأمني بمتابعة دقيقة وتغطية مباشرة على الأرض لقناة الميادين، واستثمر في الحراك الأخير لتحقيق سلة من الأهداف، اولاً استعراض قوته أمام خصومه بأنه قادر على تعطيل الشارع وإفراغه من محتواه، كما حصل في السادس من حزيران عندما خرجت مجموعة الخندق الغميق بتظاهرة مضادة، وأنه ايضا قادر على اعادة المتظاهرين والتحكم بنبض الشارع المؤيد له وتوجيهه حيث يشاء وساعة يريد لحماية بندقية المقاومة. وكانت الرسالة واضحة الى الحليف البرتقالي، الذي صار يُغلّب مصالحه الخاصة على مصلحة العلاقة مع حارة حريك.
ورقة إقالة رياض سلامة مطروحة لدى حزب الله، لكنه ليس رأس حربة بخلاف الرئيس نبيه بري الذي يفضل خيارات لا تؤدي الى خراب البلاد. ويظهر التفاوت بين الحزب وحركة أمل في هذا الصدد. ووفق مصادر سياسية يسعى حزب الله الى تحقيق غايتين، الضغط على المصرف المركزي من اجل ضخ الدولار لشراء ودعم المواد الأساسية، والتحسب لمرحلة العقوبات الأميركية وانعكاساتها على بيئته وحلفائه.
دخول حزب الله على خط التحركات كان ممنهجاً ومدروساً ووفق أهداف محددة سلفاً، فهو تماهى مع شارعه الذي بدأ يئن من ارتفاع الأسعار والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، قبل الدخول في مرحلة الصمود في مواجهة تداعيات قانون قيصر، ومن اجل صرف النظر عن المطالبة بنزع سلاحه.
استطاع حزب الله ان يقلب الطاولة بوجه تظاهرة السادس من حزيران وحرف مسارها، من المطالبة بتطبيق القرارات الدولية الى اسقاط الحاكم وتحميله مسؤوولية الانهيار.
انها مجموعة من الرسائل من بريد الشارع، الأمر لن يتوقف عند هذا الحد وللأمر تتمة.

  • شارك الخبر