عادت جزئيا الحركة الرئاسية مع اللقاءات التي حصلت أمس، منها الاجتماع الذي جمع كتلة الوفاء للمقاومة مع تكتل الاعتدال الوطني الذي ظلّ حتى الأمس في انتظار ردّ حزب الله على الأفكار التي عرضها له قبل نحو شهرين. ولئن طلب الحزب استمرار التكتل في مبادرته، غير أن اشتراطه حوارا يرأسه حصرا رئيس مجلس النواب نبيه بري هو بمثابة نعي للمبادرة، حتى لو لم يجاهر أعضاء التكتل بهذا الواقع، مع التذكير بأن من بين عناصر تلك المبادرة التداعي إلى حوار بلا رئيس يديره.
في أي حال، كان واضحا منذ البداية أن لا أفق للأفكار التي وضعها تكتل الاعتدال أو الأصح أودِعت لديه، بفعل إصرار الثنائي الشيعي على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مرشحا وحيدا، كما بفعل أن الغاية من استيلادها كانت تقطيع مزيد من الوقت وملء ما ضاع منه بنوع من الحراك الإلهائي وهو ما حصل فعلا، إلى أن سبقت هذا الحراكَ التطوراتُ العسكرية الحدودية، ومن ثم الانشغال باحتمالات التصعيد الإيراني - الإسرائيلي.
في الموازاة، استعاد السفراء الخمسة نشاطهم مع ما هو مُتوقّع من اجتماعات يعقدونها هذا الأسبوع، أبرزها مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بغياب السفيرة الأميركية ليزا جونسون التي تغادر الى واشنطن في غضون الساعات القليلة المقبلة. أما اللافت فسيكون حضور السفير السعودي وليد البخاري الاجتماع مع باسيل، فيما يُرجّح ألا يشارك في اللقاء مع رعد.
يُشار الى أن السفير المصري علاء موسى هو من سيستضيف هذه المرة في دار سكنه في دوحة الحص، اجتماعات السفراء بعدد من الكتل النيابية بدءا من ظهر اليوم الثلاثاء حتى بعد غد الخميس. ويفترض أن يلتقي السفراء أيضا كلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
لكن هذا الحراك المستعاد لا يحجب استمرار الإقفال الرئاسي الحاصل بفعل عدم توفر الظروف الملائمة لتحقيق الاختراق المطلوب، وخصوصا مع إصرار حزب الله على عدم القيام بأي خطوة داخلية طالما الحرب قائمة في غزة، لئلا تُفهم أي خطوة له استهانة أو تنازلا أو تحقيقا لمطلب خارجي.