تحرص ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونيتسكا عقب كل إحاطة تقدمها للأمين العام أنطونيو غوتيريش حول الوضع في لبنان وفي الجنوب تحديداً، على عقد لقاء مع مجموعة من الصحافيين اللبنانيين تشرح في خلاله مسار إعداد التقرير وظروفه وما جرى على هامش نقاشه في نيويورك.

تعدّ ثلاثة تقارير سنوياً ولعل التقرير الأخير الذي نوقش الشهر الحالي كان الأكثر دقة لأنه جاء في ظروف لبنانية وإقليمية صعبة لا بل في ظلّ أزمة لأنها لا تحب استخدام كلمة "حرب".

وتقول فرونيتسكا إن نقاش كل تقرير يترافق مع استطلاع دينامية مجلس الامن الذي ستدخل خمس دول إلى عداد أعضائه غير الدائمين اعتباراً من مطلع العام المقبل، كاشفة انها التقت ممثلي هذه الدول في مسعى لمدّ جسور مع لبنان، وقد لمست ودّاً ملحوظاً لا سيما من جانب ممثل الجزائر التي تمثل الدول العربية في مجلس الأمن، وقد أبدى استعداد بلاده الكامل لمساعدة لبنان وهو ما سيتظهر في الفترة المقبلة. ولفتت المسؤولة الأممية إلى أهمية دخول سلوفينيا إلى مجلس الأمن لأنها تمثل الاتحاد الأوروبي المنخرط بدعم لبنان إنسانياً.

الوضع على الجبهة الجنوبية يقلق فرونيتسكا كثيراً لكنها مطمئنة لناحية ان إسرائيل وحزب الله لا يريدان الحرب، وهي لا تزال ترى نافذة مفتوحة على الحل الدبلوماسي الذي يتولاه المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين بشكل شبه سري حفاظاً على التفاصيل، ومنعاً لدخول الشياطين عليها. هذه النافذة تحمل الرقم 1701 وتطبيقها يشكل الحل لعودة الاستقرار على الجبهة اللبنانية-الإسرائيلية، كاشفة أن موقف أعضاء مجلس الأمن موحّد في هذا المجال وينظر إلى لبنان بمنظار الحماية واستعادة الهدوء، من هنا تتكثّف الجهود الدبلوماسية لمنع أي تصعيد، ويعتبرون أن القرار 1701 هو الطريق المستقبلي لاستعادة التهدئة عبر التطبيق الكامل ولكن السؤال هو "كيف"؟ لتجيب من خلال أسلوب جديد يعالج أسباب الأزمة.

المسؤولة الاممية طلبت مساعدة لبنان إغاثياً وانسانياً كما طلبت دعم الجيش وتمكينه من حفظ الأمن على كامل الأراضي اللبنانية بما فيها الجنوب، مشيرة إلى أن بعض الدول تناول السلاح غير الشرعي رافضة الكشف عن هويات هذه الدول لأن النقاش حصل في جلسة مغلقة ولا يحق لها كشف التفاصيل.

وأكدت أن الفرنسيين ماضون في تحركاتهم لمساعدة لبنان على تخطي أزماته.

ولا تخفي فرونيتسكا قلق عدد من الدول المشاركة في عداد قوات اليونيفيل في الوقت الراهن، لكن هذا القلق لن يؤدي إلى انسحابها لأنها تتمسك بدورها في هذه الظروف الصعبة.

كيف يمكن التعاطي مع المادة الثامنة من القرار الدولي رقم 1701 التي تطلب منطقة خالية من السلاح ومن مقاتلي حزب الله وهم أبناء الجنوب؟ تجيب ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان: "حزب الله ينتظر ما ستؤول إليه أوضاع غزة أولاً لنعود ونبحث أوضاع الجنوب، وهنا دور هوكشتاين الذي يحيط حراكه بسرية تامة وبهدوء لبلوغ الهدف المرجو.

فرونيتسكا التي تتواصل مع الجانبين الإسرائيلي والإيراني تقول إن ما يهم إسرائيل راهناً هو عودة أبناء الشمال إلى بيوتهم، كاشفة عن سقف زمني لذلك حددته حكومة بنيامين نتنياهو وهو آب المقبل موعد العودة إلى المدارس ما يعني أن الحلّ الدبلوماسي الذي يعمل عليه هوكشتاين يجب أن يتبلور قبل هذا التاريخ. المسؤولة الاممية ستلتقي وزير الخارجية عبدالله بو حبيب اليوم، حاملةً في جعبتها بعض المقترحات ذات الصلة بملف النزوح السوري، وإذ تأسف لأن سوريا لم تعد أولوية دولية حالياً، أكدت أن الأنروا في لبنان ستحصل على التمويل حتى نهاية أيار المقبل.