hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - شارل جبور

هل ينقل الحريري المواجهة إلى رئاسة الحكومة؟

الإثنين ١٥ شباط ٢٠١٦ - 10:18

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

المعركة الرئاسية حسمت مبدئيا بين العماد ميشال عون أو استمرار الفراغ، وهذه المرة من مربعين: مربع "حزب الله" والمربع المسيحي المتمثل بموقف "القوات اللبنانية"، هذا الموقف الذي تبلور بفعل التطورات التي شهدها الملف الرئاسي وآخرها ترشيح الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية، الأمر الذي وضع الكرة الرئاسية في ملعب الحريري، هذه الكرة التي كانت قبل ترشيح "القوات" لعون في ملعب الدكتور سمير جعجع، فيما لا مصلحة لرئيس "المستقبل" في إبقائها في ملعبه لسببين: السبب الأول لأن موقفه سيصوّر وكأنه ضد التقاطع القواتي-العوني الذي يمثل أغلبية مسيحية حاسمة، والسبب الثاني لإعادة الكرة إلى ملعب "حزب الله" الذي يصبح ملزما انتخاب عون بعد موقف الحريري الذي يُسقط كل الذرائع التي تحول دون ذلك، ويحمِّل الحزب مسؤولية عدم انتخابه.
ولا حاجة للتذكير بأن لا موقف مبدئي للحريري من عون، لأنه كان أول من انفتح عليه واقترح انتخابه، كما لا موقف عقائدي من تأييد فرنجية، بل جل ما في الأمر إنهاء الفراغ الرئاسي من أجل العودة إلى رئاسة الحكومة، هذه العودة التي ظهر بأنها مستحيلة مع فرنجية في ظل المواقف التي صدرت عن "حزب الله" ردا على مبادرة الحريري بأن انتخاب فرنجية غير كاف ما لم يتم التوافق على رئيس الحكومة والتوازنات داخل السلطة التنفيذية وقانون الانتخاب، بل ذهب النائب محمد رعد إلى حد تهديد الحريري من مغبة التفكير بالعودة إلى لبنان قائلا "من يعيش الإفلاس في ملاذه الذي يأوي إليه الآن، لا يجب أن يجد مكاناً له في لبنان(...)"، كما تسخيف انتخاب رئيس جديد بقوله "المسألة ليست مسألة شخص نسلّمه موقعاً في رئاسة الجمهورية ثم لا يجد صلاحيات يستطيع أن يحكم بها البلاد، لأن كل الصلاحيات مصادرة من قبل الشخص الموكل بحفظ سياسات هذه المملكة أو تلك الدولة".
ومن هنا يجب أن ينقل الرئيس الحريري المعركة إلى رئاسة الحكومة لحشد تأييد كل ١٤ آذار خلفه بعدما أقفلت الأبواب الرئاسية وحسمت للعماد عون، وذلك من خلال دعمه هذا الخيار والدخول في مفاوضات مع "الجنرال" حول المرحلة المقبلة وانتزاع تأييده لرئاسة الحكومة بمعزل عن موقف "حزب الله"، لأنه لا يمكن منع الحريري الذي يمثل الأغلبية السنية ويلقى دعم كل قوى ١٤ آذار من تبوؤ موقع رئاسة الحكومة، وبالتالي من مصلحة الحريري ربط النزاع في الملف الحكومي لا الرئاسي.
فإذا كرر "حزب الله" موقفه السابق الوارد أعلاه يكون كمن يبحث عن ذرائع لاستمرار الفراغ، ويكون الحريري قد نقل المعركة إلى حضن ٨ آذار، أي إلى مواجهة بين العماد عون والحزب الذي يعرقل انتخابه من خلال عرقلته ترؤس الحريري لأولى حكومات عهده، ولكن إعلان السيد حسن نصرالله في إطلالته حول الملف الرئاسي التخلي عن السلة يؤشر مبدئيا إلى نيات الحزب تسهيل مهمة عون لا العكس، خصوصا أن هوية رئيس الحكومة المقبل يحسمها الحريري إن بعودته أو بتسمية من يختاره.
وعلى خلاف ما يروِّج له البعض بان التعايش بين عون الرئيس ورئيس الحكومة المقبل سيكون مستحيلا، فإن العماد عون في مرحلة يريد أن يحقق فيها أوسع إنجازات ممكنة وفي فترة قياسية، وبالتالي يريد التعاون مع الجميع وتحديدا مع رئيس الحكومة تحقيقا لهذا الهدف، فيما المواجهة بين عون والحريري، افتراضا، ستؤدي إلى الشلل والتحميد والتعطيل، الأمر الذي ينعكس سلبا على عون قبل غيره والذي سيعتبره موجها ضده من أجل إفشال عهده.
ومن هذا المنطلق محاولة إسقاط تجربة الشهيد رفيق الحريري مع الرئيس إميل لحود على الرئيس سعد الحريري مع العماد ميشال عون لا تصح، لأن هدف لحود الأساس كان عرقلة الشهيد الحريري وليس الخروج بإنجازات لعهده، فيما هدف عون الأساس تحويل عهده إلى عهد استثنائي، وقد تصح مقارنة فرنجية مع لحود لا عون مع لحود لعدة اعتبارات وأسباب تبدأ بالارتباط العضوي بمحور المقاومة ولا تنتهي بالعامل التمثيلي.
وقد يكون من الأنسب للرئيس الحريري والبلد الإسراع بترشيح عون والعودة إلى لبنان من باب رئاسة الحكومة، لأن خلاف ذلك يعني تمديد الفراغ وتمديد إقامته في الخارج، فيما الفرصة سانحة اليوم لإعادة انتظام عمل المؤسسات الدستورية، فهل يفعلها الرئيس الحريري ويفاجئ الجميع في ذكرى الشهيد رفيق الحريري بإعلان ترشيحه لعون بدلا من فرنجية؟  

  • شارك الخبر