hit counter script

خاص - ملاك عقيل

جنبلاط: يا حيالله على الرجال!

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ - 01:00

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقل ما يمكن ان نتوقعه ان ترتبك الدولة اللبنانية، بكل أجهرتها ومرجعياتها، أمام طلب روسيا من الطيران المدني اللبناني حظر الرحلات الجوية من مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي واليه لثلاثة أيام، من دون أن يُفهم فعلا إذا كان لهذا الطلب علاقة مباشرة فقط بالمناورات التي تجريها موسكو في المنطقة أم لحسابات ترتبط ارتباطا وثيقا بالحرب على الارهاب في سوريا خصوصا بعد إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء ومن ثم هجمات باريس الارهابية.

الطلب غير مسبوق على أكثر من مستوى. الدولة التي صدر منها هذا الايعاز الذي لم يمرّ عبر وزارة الخارجية اللبنانية، ومن ثم أسلوب التعاطي مع دولة يفترض انها تتمتع بالحدّ الادنى من السيادة فوق أراضيها، وثالثا التزام أجهزة الملاحة في لبنان بالتعليمات الصادرة عن البحرية الروسية والتي نفى حتى السفير الروسي في لبنان علمه بها فيما بدا لافتا عدم صدور اي إدانة رسمية حول التصرّف الروسي المفاجئ وغير المقبول، ورابعا التساؤلات حول التكاليف التي تكبدّتها شركات الطيران وبينها "طيران الشرق الاوسط" بسبب التعديل في مسار الرحلات والوقت الاضافي الذي تطلّبته.

لكن بموازاة هذه التساؤلات وعدم استيعاب الجانب اللبناني حتى الساعة لتعليمات روسية تخطّت إطار الايعاز واعتمد معها قاعدة "نفّذ ثم اعترض"، فإن مشهدا "لبنانيا" غير مألوف على السمع والنظر ارتسم على ضفاف الاحتكاك الروسي اللبناني.

فقد تسنّى للنائب وليد جنبلاط ان يكمّل ما بدأه لحظة رصده وزير الخارجية جبران باسيل جالسا مع كبار المسؤولين الروس وهمّ يتحدّثون في شؤون المنطقة والارهاب.

أول "صاروخ" جنبلاطي استهدف باسيل مباشرة. كعادته استخدم "تويتر" ليوجّه سهام انتقاداته لوزير خارجية لا يثق به، فقط لانه لا يعلم إذا كان يتحدّث في الخارج باسمه الشخصي وبقناعاته أم يلتزم بالخطوط التي ترسمها الحكومة لسياستها الخارجية.

ثم أتى الطلب الروسي ليمنح جنبلاط دفعا أقوى في هجومه على باسيل ساخرا من الزيارة "الناجحة" لباسيل الى موسكو والتي انتهت بتوجيه أمر الى الطيران المدني اللبناني بإقفال أجوائه!

صديق الروس، حتى لو شغّلوا طائرات سوخوي في الاجواء السورية، اتّهمهم  بالقرصنة وبتحويلهم لبنان الى حيّ في موسكو، لكن الاهمّ أنه غمز من قناة السفير الروسي الكسندر زاسبكين مشيرا الى انه "ادعى عدم علمه بشئ"، وكأنه يتّهمه بشكل غير مباشر بالكذب.

 وجنبلاط الساخر، كما عادته في كثير من الاحيان، علّق على تويتر قائلا "وبهذه الطريقة عاش الاستقلال. يا حياالله على الرجال"، ثم أكمل "جماعة الممانعة ما بناقشو. بلّشت الشتائم".  

ولم يعف وزير الاشغال والنقل غازي زعيتر من انتقاداته "لماذا يتطلّب تحرّك زعيتر كل هذا الوقت. هو المسؤول وليس انا". أضاف "وزير الاشغال كان غاضبا لان موظفا في وزارته ابلغني بالامر".

طاقة جنبلاط التي تفجّرت بوجه الروس وباسيل وزعيتر والحكومة التي تأخّرت بأخذ العلم بالتعليمات بدت متواضعة أمام غضب النائب مروان حمادة الذي اعتبر تصرّف موسكو  فضيحة دولية يجب ان تحاسَب عليها عبر مجلس الامن، إضافة  الى طلب تعويضات.

من جهة أخرى، شغّل الوزير السابق وئام وهاب صواريخه باتجاه المختارة داعيا جنبلاط الى التخفيف من توتّره "لأن التوتّر و"التويتر" لا يقدّمان ولا يؤخّران في سير المعركة فالرفيق بوتين قرر كسبها مهما كلّف الأمر والباقي تفاصيل".

تزريكات لبنانية سلّطت الضوء على حسابات الزواريب بين السياسيين وحجبت الاساس. الروس مرّوا من هنا... وألزموا دولة احتفلت لتوّها بالعيد الـ 72 لاستقلالها بالتفرّج على انتهاك سيادتها.

  • شارك الخبر