hit counter script

خاص - ملاك عقيل

رئيس من كوكب آخر

الجمعة ١٥ تشرين الأول ٢٠١٥ - 06:41

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بعد نحو عام ونصف من الشغور الرئاسي قرّر أهل السلطة البحث في "جنس" رئيس الجمهورية ومواصفاته. قوي؟ تمثيلي؟ إداري؟ عسكري؟ توفيقي؟ وفاقي؟ شعبيته تأتي بعد الرئاسة وخلالها وليس قبل دخوله القصر؟ وسطي؟ يدوّر الزوايا؟ يملك موهبة التواصل؟ جامع؟ مقاوم؟ ... كثرت التوصيفات والنتيجة واحدة. التأجيل الطويل لجلسات الحوار الى السادس والعشرين من تشرين الاول "شهادة" فشل رسمية تضاف الى سجلّ الاخفاقات في ايجاد حلول لأصغر الازمات فكيف بهوية رئيس الجمهورية المقبل؟
من يتوهّم ان المتحاورين في عين التينة يستطيعون حسم هوية الرئيس واسمه، أو أقلّه مواصفاته، لا يعيشون إلا الوهم ذاته؟ طالما القرار من فوق الاتي من وراء البحار لم يأت بعد، سيتسلّى اللبنانيون بمزيد من جولات الحوار العقيم والتي قد تصل الى حدّ النقاش في مسألة أساسية: هي يجب ان يكون سريع الانفعال أم كتلة ُثلج؟ يحب السبور او الرسمي؟ متواضع او متعجرف؟ سمين او نحيف؟ متقشّف او مبذّر؟ خمسني او سبعيني؟ من هذا العالم أم من كوكب آخر؟...
بمطلق الاحوال، حتى تقضي التسوية أمرا كان مفعولا تعايش الجميع مع شغور سيطول أكثر مما يظنه البعض. قد تضّطر ليلى عبد اللطيف الى ايجاد تبريرات تفسّر عدم حصول انتخاب للرئيس كانت توقعّت ان يولد قبل نهاية العام الحالي. ومثلها عشرات المحللين السياسيين الذين اجتاحوا الشاشات متوقعين ان قضية الرئاسة صارت على نار حامية، فقط لان الدبّ الروسي قد كشّر عن أنيابه!
الاهم ان ليس فقط اللبنانيين من تعوّد على فراغ قصر بعبدا. ثمّة جيش من الديبلوماسيين الذين ذهلوا بما عايشوه في بلد يفترض أنه يصدّر شيئا من الحريات والديموقراطية الى منطقة تغرق في الديكتاتوريات وسطوة الملوك والامراء...
تمديدات بالجملة في السياسة والعسكر والامن. وأحاديث ملتبسة عن رئيس للجمهورية قد لا يبصر النور إلا بعد حدوث التقسيم الكبير في المنطقة. مجلس نواب قادر على الانعقاد والتشريع لكنه لا يقوم بمهامه، وحكومة قادرة على الانتاج لكنها "تربّط" نفسها بقيود والتزامات. يعترف جزء من هؤلاء الديبلوماسيين بأن ما يحدث في لبنان يصعب ان تراه في أي دولة أخرى. صحيح ان هناك أزمة لكن ليس هناك حرب ولا انقلاب ولا اجتياج ولا متاريس مرفوعة ولا أزمة اقتصادية او اجتماعية مستفحلة طالما ان لبنان لا يزال يحافظ على مرتبة متقدّمة بين دول العالم لناحية الخدمات التي يقدّمها ونوعية الحياة واستقرار القطاع المصرفي وحجم الاستثمارات الكبرى على أراضيه...
على الهامش اعتراف آخر. صحيح ان الاستقرار، بالحدّ الادنى، كان مطلبا دوليا وقد ضغطت عواصم العالم المعنية لفرضه رغم التسونامي التكفيري والارهابي الذي يضرب المنطقة، لكن هذه الدول تركت للبنانيين فترة طويلة حرية حلّ أزمتهم على الطريقة المحلية، لا بل ضغطت من أجل انتخاب رئيس. لكنها عجزت أمام عناد البعض. تكسير الرؤوس موضة لم يعايشها الديبلوماسيون المعتمدون الا في لبنان، ولربما أذهلتهم جولات الحوار التي لم تنفع إلا في تجييش النفوس المحقونة.
آخر "الظواهر" التي عايشها هؤلاء سماعهم بعض القيادات السياسية المعروفة بأنها من رموز الفساد في عهود الطائف تعلن عن رغبتها بالتظاهر الى جانب الحراك المدني!
 

  • شارك الخبر