وجه رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوات الى شخصيات الصف الاول والثاني أيضا للمشاركة في الحوار الذي سيعقد في مجلس النواب في ساحة النجمة، ومشهد الحوار يرتسم في أذهان اللبنانيين قبل حصوله:
- ليل الثلاثاء 8 ايلول سيشهد تعزيزات أمنية في وسط بيروت وسيتم أقفال شارع المصارف، وتعزيزات لقوات مكافحة الشغب من كل الجهات وخصوصا من جهة رياض الصلح خشية من تحركات الحملات التي تتظاهر في الشارع.
- صباح الاربعاء ستتوافد وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية الى ساحة النجمة وستتوقف سيارات البث المباشر في الشارع المؤدي من ساحة النجمة الى شارع المصارف في حال سمح بدخولها، والا ستقتصر عملية البث المباشر من داخل قاعة الصحافيين من المجلس عبر اجهزة البث الثابتة.
- المواكب الوهمية والحقيقية ستصل الى ساحة النجمة وستجول حول الساعة الشهيرة، وستنزل القيادات السياسية وتؤدي التحية للوسائل الاعلامية على طريقة ملكات الجمال، وسيقفز كل صحافي محاولا اخذ حرف من شفاههم، ولكن من دون نتيجة.
- البث المباشر سيفتح على كل المحطات من ساحة النجمة ومن ساحة رياض الصلح حيث من المفترض ان تحصل التظاهرات، وقد تصل اصواتها الى داخل أروقة المجلس بحسب العدد المحتشد.
- ستدخل وسائل الاعلام الى داخل القاعة التي يجري تحضيرها لاخذ اللقطات الصامتة للمتحاورين، وستقفل الابواب وتنطلق التكهنات والمصادر لما يحصل في الداخل من قبل المراسلين الصحافيين.
- سنشاهد مشهدا غريبا كما في جلسات الحوار السابقة، وهو عبارة عن سلامات بين المتخاصمين، وخلوات جانبية بين فريقي 8 و 14 آذار، سنرى جعجع يضع يده بيد رعد، وبري يقبل عون، والجميل يضحك مع عون ويلقي التحية على رعد، وفرنجية يضع يده بيد جعجع مع بسمات واضحة، وعون سيحيي السنيورة، وسنرى الضحك يطغى على كل الاجواء والوجوه. وفي الخارج شعب جائع يختنق من روائح النفايات يصفق لهم يوميا وينجر خلف أحقادهم تجاه بعضهم البعض.
- وفي النهاية وبعد ساعات من الحوار سيصدر بيانا عن الرئيس نبيه بري، يروي فيه رؤوس اقلام ما حصل داخل الجلسة، ويحدد موعد الجلسة المقبلة، ومن بعدها سيتقاطر الصحافيون نحو نواب ووزارء القيادات المشاركة لاخذ المعلومات عما دار في الجلسة الأولى من الحوار، وهنا سنستمع الى اكثر من تحليل، كل بحسب انتمائه.
- وسنشاهد ايضا الدعوات المتبادلة الى الغداء وسنرى بعض السياسيين المتخاصمين يتناولون الطعام على "حساب المواطنين" في مطاعم الوسط التجاري التي تعيش في صحراء أمنية معزولة.
هذا المشهد كما رويناه سيحصل في 9 أيلول وهو ليس لا حلما ولا سرابا، بل هو واقع مرير نعيش فيه ومشهد "deja vu"، ويبقى الامل بالتوصل الى حلول جذرية لبنانية للأزمة السياسية التي نتخبط بها منذ سنوات، والتوصل الى اجراء انتخابات نيابية عبر قانون يرضي الجميع، وانتخاب رئيس للجمهورية واعادة العمل البرلماني والحكومي.