hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - مروى الخوري

"آب" يعود ويا ليته لم يعد...

الإثنين ١٥ آب ٢٠١٥ - 06:02

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ها هو شهر "آب" يعود ويا ليته لم يعد... فيه تحول عيد الجيش اللبناني إلى ذكرى قاسية عليه.
يعود "آب" الـ2015 بعد 365 يوم من العذاب والإنتظار، القلق، الخيبة والأمل... سنة مرّت على خطف عسكريين لبنانيين من مراكزهم في عرسال والملف على حاله تتقاذفه الأيادي من ملعب إلى آخر والضحية هي هيبة الدولة.
وإن سألتم لما الضحية هي "هيبة الدولة" ستجدون الجواب لاحقا، فأمهات وزوجات وأولاد يسألون ويطلبون عودة العسكريين إلى أحضانهم، والوطن نزف من جراء ملفات عديدة والجرح الأكبر هو "جنوده".
كل هذه المأساة تستحق منا إعادة حساباتنا وأولوياتنا... جنودنا المخطوفون يتوزعون بين منظمتين إرهابيتين "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية"، الأولى تحاول أن تلعب دور "الأم الحنون" التي تسمح بالزيارات والتي تطمئن الأهالي على أبنائهم وهذا ما كان جلياً في حديث السيدة منى جعجع شقيقة المعاون في قوى الامن الداخلي المخطوف بيار جعجع، التي أكدت لموقع "ليبانون فايلز" أن المخطوفين لدى "جبهة النصرة" في حال صحية جيدة، وهم صعدوا إلى جرود عرسال في الأسابيع القليلة الماضية لرؤية أبنائهم، الذين كانو ولأول مرة بثياب جديدة كما بدت عليهم النظافة والترتيب كأنهم في منازلهم".
وتضيف جعجع، كان إستقبال "النصرة" أكثر من جيد خاصةً بعد الطريق الطويل الذي سلكناه للوصول إلى تلك النقطة في "الجرود"، كان لنا جولة في مخيمات "النصرة" رأينا الحياة القاسية التي يعيشونها مع نسائهم وأطفالهم".
وإعتبرت جعجع أن "الحظ حالفهم من خلال هذا التساهل التي يحصلون عليه من "النصرة" فيطمئنون إلى أولادهم ويرونهم من وقت إلى أخر".
كما أشارت إلى "أن المشكلة الوحيدة هي المفاوضات والتجاذبات التي تشهددها، إذ يؤكد لنا المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم إستمرار المفاوضات، وفي المقلب الآخر تؤكد "النصرة" توقف المفاوضات رغم وضوح المطالب التي تسعى إلى تحقيقها والتي تختصر بمطلبين:
"الأول، إطلاق سراح خمسة نساء موقوفات في السجون اللبنانية، والثاني تأمين ممر أمِن لنقل النازحين المتواجدين في الجرود إلى مناطق آمنه في الداخل السوري، وأكدت الجبهة أنها لم تطلب يوماً من المفاوضين مبالغ مالية مقابل إطلاق العسكريين".
وتتابع جعجع، هناك تناقض كبير بين ما نقله لنا عناصر "النصرة" وبين ما ينقله اللواء إبراهيم ونحن كلّ ما نريد هو عمل جدي ومكثف ليتمكن أبنائنا من العودة.
ووجهت جعجع في حديثها نداءً إلى المعنيين، وطلبت منهم "العمل بجدية لإنهاء هذا الملف، مشيرةً إلى الضغوط النفسية التي يتحملها العسكريون وأهاليهم، والضغط الأكبر والخوف الأشد هو في نفوسنا نحن الأهالي الذين نأسف أن تكون ثقتنا في ملعب "النصرة" عوض أن تشتد عزيمتنا بدولتنا ".
وختمت جعجع، " الشعب اللبناني يتحمل النسبة الأكبر من المسؤولية، وهو شعب تعود على الإذلال والخمول واللامبالاة، وأسأل هذا الشعب ما الذي ينتظره ليثور على واقعه ألم يكفه غدر تلك الجماعات بمن أقسم على حماية لبنان الأرض والشعب؟ لما لا يرد الجميل للمؤسسة العسكرية وللعسكريين ويرفع الصوت عالياً بوجه كل هذا الظلم؟، فنحن نريد دولة حقيقية تحمينا وتحمي حقوقنا ولا تعيش على مأساة شعبها ".
أما أهالي العسكريين المخطوفين لدى "داعش" فيعيشون المأساة بكل قساوتها حيت إنقطع الإتصال مع أبنائهم منذ ما يقارب الـ9 أشهر ونقل رئيس لجنة أهالي العسكريين المخطوفين حسين يوسف والد العسكري في الجيش اللبناني محمد يوسف عبر موقع "ليبانون فايلز" وقائع أليمة قائلاً، "ما عشناه خلال هذه السنة لا يمكن وصفه، وان وصفناه لن تتسع له الأوراق والكتب، هي من أسوء السنوات التي شهدناها... ولم يتبقى لدينا سوى الصلاة وإضاءة الشموع وهذا ما فعلناه في الذكرى الأولى لإختطاف أبنائنا".
وأكد يوسف أن الملف لن يموت ولن يغادر الأهالي "ساحة رياض الصلح" التي تحولت إلى منزل كبير لهم إلا لإستلام أبنائهم من الجهات المعنية بالمفاوضات، مذكراً أن أخبار إبنه ورفاقه الذين وقعوا بين أيادي "داعش" مقطوعة وأخر ما يعرفونه هو ذلك التسجيل المصور الذي ظهر فيه العسكريين بلباس "أزرق" مكبلين والسكاكين على أعناقهم.
ويتابع يوسف، "حاولنا الحصول على التطمينات وأكدت لنا بعض المصادر أن أبناءنا على قيد الحياة والشريط المصور يهدف إلى نشر الخوف بيننا فقط، ولكن للأسف نحن اليوم لا نعلم أي شيء عنهم، إن كانوا لا يزالون على قيد الحياة أم لا، إن كانوا داخل الأراضي اللبنانية أو خارجها... ونأمل أن تكون هذه التطمينات الخجولة صحيحة".
وختم حسين، "كل ما نتمناه هو عودتهم، وإتكالنا على الله سندنا الوحيد، والأعمار بيده وكلنا أمل أن يكون يوم عودة أبنائنا قريب"، كلنا أمل رغم الخوف الذي يعترينا. مضيفاً، ندائنا الأول هو للخاطفين ونطلب منهم الرحمة، أما النداء الثاني هو "للدولة"، فنحن أبناؤها ومسؤليتها والعسكريون المخطوفون هم أبناء المؤسسة العسكرية وعليهم إعادتهم بأية وسيلة ممكنة"، فالعسكريون وضعوا حياتهم في مهب المخاطر وأقسموا على حماية لبنان وسيادته ومن حقهم أن تسأل دولتهم عنهم كما من حق أبنائنا أن يرد الشعب اللبناني معروف "التضحية" التي يقوم بها كل مجند من أجل حماية لبنان وشعبه، "وأدعوا الحكومة والمؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية والنواب وكل الأحزاب في لبنان إلى الوقوف الى جانب المخطوفين والعمل على إعادتهم إلى حضن الوطن".
نختم بعدد من التساؤلات على أمل أن نجد الحلول قبل الذكرى الثانية لإختطاف العسكريين، ومن يكون المسؤول عن كل هذا الخراب، أهم العسكريون أنفسهم؟ أهلهم؟ الذين أجبروا على قطع الطرقات مراراَ وتكراراً حتى إفترشوا ساحة "رياض الصلح" على أمل عودة أبنائهم؟ أم المسؤول، هو هذا الشعب الذي يموت في كلّ دقيقة ويعيش كالدمى المتحركة؟ وهو لم يحرك ساكناً ولم يرفع صوته بوجه تعطيل المؤسسات الدستورية في لبنان، وبالتالي لم يتحرك ليجبر الطبقة السياسية على إنتخاب رئيس ولم يضغط بكل وسائله ليجبر المعنيين على تحريك الملف بشكل فعال؟... لذلك سامحونا أيها الأبطال لأننا قبلنا أن يعود شهر آب وأنتم في الجرود وربما خارج الحدود.
 

  • شارك الخبر