hit counter script

خاص - ملاك عقيل

عتبٌ على "الرجل القوي"

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 05:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

"بَجّت" داخل تيار "المستقبل". التصريح العالي اللهجة لنائب طرابلس محمد كبارة خرج عن المألوف في أدبيات البيت الأزرق. برأيه، نائب بيروت الذي صار قائداً لأمّ الوزارات، لا يتوانى عن ممارسة القوة على أبناء جلدته بعيداً عن المنطق والعقل، متّهماً إياه بالسماح بحصول ممارسات غير إنسانية بحق الموقوفين الإسلاميين في سجن رومية تتجاوز ممارسات الإذلال في معتقل غوانتانامو ومعتقل "أبو غريب"!
في اليوم التالي لتصريح كبارة، ردّ وزير الشؤون الإجتماعية رشيد درباس بشكل غير مباشر على قنبلة كبارة، مدافعاً عن من "ليس سجّاناً على الإطلاق". لم يكن تصريح الأخير قد بَرَد حتى عاجَلَه كبارة ببيان أقسى من الأول صوّب من خلاله سهامه باتجاه "التابع" و"الفاتح"، متّهماً المشنوق صراحة ببيع "إنجاز طرابلس" "لأميركا وإيران حالماً بأنه يمكن لهما إيصاله إلى السرايا، متناسياً أن السرايا، ليست سرايا وفيق صفا، ولا يدخلها أحد على دماء أهل طرابلس ودماء أهل السنّة!"
يكبر "بيكار" الأزمة حين يتبيّن أن موقف كبارة من وزير الداخلية نهاد المشنوق يمثّل وجهة نظر شريحة كبيرة داخل تيار "المستقبل" باتت ترى أن وزير الداخلية صار تماماً يغرّد خارج السرب. لا يتوقّف الأمر على الشريحة الطرابلسية ممّن تنطلق مواقفها من حيثيات مناطقية وانتخابية محض، بل أن العتب على "الرجل القوي" صار معمّماً لدى فريق كبير من "المستقبل"، طرابلس ليست بالضرورة من ضمن أولوياته!
من البداية "ستايل" المشنوق لم يعجب أهل بيته. "عنتر الداخلية"، كما وصفه كبارة، يستفزّ بأسلوبه شريحة كبيرة من فريقه السياسي. تظاهُر أهالي الموقوفين الإسلاميين أمام دارة الوزير أشرف ريفي ومطالبتهم باستقالة وزير الداخلية لم تأتِ من عبث. ثمة من يهمس أن ريفي نفسه يملك مقاربة مناقضة تماماً لمقاربة المشنوق في الأمن والتوقيفات وملف إسلاميي رومية!
صحيح أن رئيس وحدة الإرتباط والتنسيق في "حزب الله" الحاج وفيق صفا لم يعد يظهر بالصورة جالساً على طاولة الإجتماعات في وزارة الداخلية، لكن من اللحظة التي فعلها المشنوق، وسمح بحصول ذلك تحت عنوان حماية أهالي الطفيل (نيسان 2014)، احمرّت العين على نهاد المشنوق من قبل "جماعته"، وصارت تُطرح الأسئلة إلى أي مدى يمكن أن يذهب إليه الوزير "السيادي"؟ يكفي تمسّك المشنوق بقارب الحوار، على صغره، وتشكيك الغالبية الكبرى في تيار "المستقبل" بجدواه لكي يظهر مدى التباعد في المواقف بين الطرفين. ذهب أبعد من ذلك حين أخرج الضاحية من برنامج الخطط الأمنية، ليضعها في عهدة الإستراتيجية الدفاعية، ثم عاد عن رأيه بعد الضغوط التي واجهته من جانب "المستقبليين".
هو الإنفصام السياسي يتجسّد داخل "تيار" قرّر التكويع حماية لما تبقى من مقوّمات العيش المشترك والوحدة الوطنية. إلا أن للتكويعة ثمنها. فنشر الغسيل صار علنياً داخل أهل البيت، ولا يبدو أن الرئيس سعد الحريري يمارس ضغطاً كافياً للجم ردّات الفعل.
أحد نواب تيار "المستقبل" يجزم في هذا السياق، "قد تشهدون على المزيد من التمايزات في فريقنا السياسي وحيال أكثر من ملف، لكن القرار الأخير في حسم التوجّهات يعود لسعد الحريري فقط، ومن المسلّمات القول أن المقاربة التي اعتمدها المشنوق في ما يتعلّق بالموقوفين الإسلاميين داخل سجن رومية، وبالأخص لدى اتخاذ القرار بتنفيذ عملية أمنية لنقلهم من المبنى "ب" إلى المبنى "د" في كانون الثاني الماضي، كان بقرار مباشر من الحريري، والتشدّد في منع عودة الإمتيازات إليهم هو قرار حاسم، مع التسليم أيضاً بأن عدم التسريع في إجراء المحاكمات يلحق الظلم الكبير بهم". وهم يشيرون بالأصبع إلى الزيارة التي قام بها المشنوق مؤخّراً إلى الرياض، حيث التقى الوزير المشنوق مباشرة بعد العملية التي نفّذها "فرع المعلومات" في طرابلس وأدّت إلى مقتل الإرهابي أسامة منصور وتوقيف الشيخ المتطرّف خالد حبلص، معتبرين أنها شكّلت غطاءً سياسياً لمسار كامل من الأداء الأمني.
 

  • شارك الخبر