hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - أنطوان غطاس صعب

معركة الجرود وجهوزية الجيش اللبناني

السبت ١٥ آذار ٢٠١٥ - 06:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ترد تباعاً التقارير إلى المؤسّسات الأمنية والعسكرية في لبنان، والمتضمّنة معطيات استخباراتية غربية تؤكد أن الجماعات الإرهابية تتّجه إلى تنشيط هجماتها وعملياتها العسكرية مع تحسّن الطقس تدريجياً، أي خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وهذا ما دفع الجيش اللبناني إلى شنّ سلسلة عمليات إستباقية كانت موضع ثناء وتقدير من جانب أجهزة أمنية أجنبية عديدة.

ويؤكد مصدر عسكري رفيع، أن معركة الجرود امتداداً من القلمون إلى عرسال، وصولاً إلى المرتفعات المشرفة على الطريق الدولية الرئيسية التي تربط لبنان بسوريا، حاصلة بالتأكيد وأن اندلاعها لم يعد بعيداً بل مسألة أيام وربما ساعات، خصوصاً بعدما تجمّعت لدى الطرفين المعنيين، أي الجيش اللبناني من جهة، و"النصرة" و"داعش"  ومن يدور في فلكهما من جهة ثانية، المعلومات والتفاصيل العسكرية والميدانية اللازمة للمعركة.

ويشير المصدر العسكري إلى أن ثمة عوامل لبنانية وسورية استدعت التعجيل في ما بات يعرف بمعركة "ذوبان الثلج"، وفي مقدمها تسريع النظام السوري عملية السيطرة على المساحة الأكبر من الأرض السورية، وخصوصاً المساحات التي كانت واقعة تحت قبضة الجماعات المعارضة والمتطرّفة، وذلك ليس من أجل الإمساك بهذه المساحات فقط، وإنما لملاقاة التكتّلات العسكرية والمذهبية والعرقية التي بدأت ترتسم معالمها وترسّخ وجودها في ضوء التحضير للإتفاق الأميركي - الإيراني.

وفي ثاني الأسباب المؤدّية للمعركة في الجرود، بحسب المصدر العسكري الرفيع، المعلومات التفصيلية المتوافرة عن انشقاقات وخلافات بدأت تظهر للعلن عبر معارك عسكرية بين بعض الجماعات المنضوية تحت لواء "النصرة" و"داعش"، وإمكان قيام لبنان وسوريا، وبشكل منفرد لكل منهما في ظل غياب التنسيق بينهما، بتوجيه ضربات متتالية وموجعة إلى هذه الجماعات، ومنعها من تحقيق أهدافها المرسومة في السيطرة على بعض التلال الإستراتيجية بين لبنان وسوريا.

وثالث الأسباب يعيده المصدر العسكري إلى اتساع نسبة المطالبين بقيام الجيش اللبناني بعملية عسكرية نوعية بعد فشل عمليات الإبقاء على الستاتيكو مع الجماعات الإرهابية لأسباب يتعلّق أبرزها بمصير المخطوفين لدى "النصرة" و"داعش". وهؤلاء المؤيدون للعملية، يؤكدون نجاحها استناداً إلى نجاح المعارك الإستباقية التي قام بها الجيش في رأس بعلبك، والتي سيطر من خلالها على العديد من المواقع والتلال التي كانت تسيطر عليها الجماعات الإرهابية.

أما في رابع الأسباب، وعلى الصعيد اللبناني، فإن المسؤولين اللبنانيين يدركون جيداً أن خوض القوى الأمنية والعسكرية للمعارك في وجه الجماعات الإرهابية في الجرود المطلّة على عرسال ورأس بعلبك، والممتدّة على طول السلسلة الشرقية والبقاع الشمالي لمنعها من تحقيق اختراق في هذه المنطقة، قد أعطى التنظيمات المتطرّفة هذه، فرصة محاولة العبور من سوريا إلى لبنان عبر الأراضي الشمالية اللبنانية الممتدّة من النهر الكبير إلى عكار وجرودها وصولاً إلى حلبا ومحيطها.

وتكشف المعلومات المستقاة من مراجع أمنية أن المسلّحين المطلوبين، والذين يقدّر عددهم بما يزيد عن عشرة آلاف تقريباً، باتوا يسيطرون على الأرض من الجرد إلى الساحل ويمارسون معتقداتهم وتقاليدهم ويسعون إلى فرضها على السكان، وهذا ما بات يستدعي العجلة في معركة الجرود لعودة سلطة القوى العسكرية على المناطق الشمالية الجردية.

وفي هذا الاطار، يعتبر المصدر أن هناك رغبة لدى كل من لبنان وسوريا لتحرير الحدود الفاصلة بين البلدين، لملاقاة القمة العربية في شرم الشيخ التي ستبحث كما علم بإمكانية تشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة الإرهاب.

                                                                  

  • شارك الخبر