hit counter script

الحدث - نادر حجاز

تيمور جنبلاط على خطى والده ... "فايسبوكياً"

الخميس ١٥ شباط ٢٠١٥ - 07:18

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في آذار 1977 كانت إطلالة وليد جنبلاط الأولى على الحياة السياسية من على درج قصر المختارة، إلى جانب شيخ العقل محمد أبو شقرا يلبسه عباءة الزعامة.
يومها لم يكن بإمكان نجم شبكات التواصل الإجتماعي، رغم حداثة دخوله إليها، أن يغرّد عبر "تويتر"، وأن يخلق مساحة إفتراضية، تواكب القاعدة الشعبية التي بايعته في اللحظة القاسية بعد استشهاد كمال جنبلاط قبيل اندلاع الحرب الأهلية المشؤومة.
حينها، لم يكن وليد جنبلاط بحاجة إلى الأضواء وتقريب المسافة بينه وبين أنصاره، فوَقع نبأ اغتيال والده لم يكن عادياً في الجبل ووادي التيم ... وتحت قصف المدافع وعصف الحروب المصيرية، كان الهتاف مدوّياً خلف "أبو تيمور".
وبعد مرور 38 عاماً، يبدو أن جنبلاط يتحضّر للترجّل عن صهوة جواده، في وقت أصبح تيمور الرفيق الدائم في الزيارات واللقاءات والجولات المناطقية.
وفيما ينقل المقربون منه، صمته الدائم وحرصه على هدوء شخصيته وابتعاده عن التصريح للإعلام في هذه الفترة، إلا أن هذا لا ينطبق على صفحته الرسمية التي أنشئت حديثاً عبر "الفايسبوك"، بإشرافه، حيث تجري متابعة كل النشاطات التي يشارك فيها.
ويبدو واضحاً الأسلوب الشخصي الذي يخاطب فيه تيمور متابعي صفحته، التي لم يتردّد بنشر صور عائلية له فيها مع زوجته ديانا وولديه فؤاد وسابين، إضافة إلى صور العائلة الكبيرة. في حين تشير الصور التي نُشرت على الصفحة أنها مختارة بإتقان، ومنها غداء يجمعه بطوني فرنجيه نجل النائب سليمان فرنجيه، ولقائه بالرئيس نبيه بري برفقة الوزير وائل أبو فاعور، ومؤخراً لقائه بالرئيس سعد الحريري في "بيت الوسط"، ووضعه وردة على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط، إضافة إلى فيديو لزيارته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية لتقديم واجب العزاء بالملك عبدالله بن عبد العزيز. كما أخذت مشاركته في تشييع المرجعية الروحية الشيخ أبو حمزة أسعد شهيّب في عاليه حيزاً كبيراً من اهتمامه، وكذلك تقبّله التعازي بسعيد إرسلان في خلدة إلى جانب النائب طلال إرسلان.
كما تعكس الصفحة بعض من توجّهاته الفكرية، بحيث خصّ العلامة الراحل السيد هاني فحص بزاوية تتضمّن كلمته في سجل العزاء: "الرحمة على روح السيد هاني، السيد الشجاع والمحبّ، صديق المعلّم كمال جنبلاط"، ومن اللافت وصفه لكمال جنبلاط ب"المعلم"، ما يعكس مستوى التزامه بفكره ومبادئه، وهو العضو المرشد في الحزب التقدمي الاشتراكي. فكمال جنبلاط يبقى الحاضر الأكبر، ويقال أن الحفيد أخذ الكثير من شخصية الجدّ.
وأما الشهيد رفيق الحريري فله مساحة خاصة، وفي ذكرى استشهاده توجّه إليه تيمور بالقول: "عشر سنوات ولا تزال ابتسامتك تنير لبنان.... الرحمة لشهداء الرابع عشر من شباط... المجد والخلود لروحك الطاهرة".
هي نفحات قد تعكس جانباً من شخصية السياسي الشاب الذي دخل غمار الحياة السياسية، مراقباً لتفاصيل اللعبة، متعلّماً من والده الإمساك بخيوطها بمهارة، وهو الذي يقول في أوساطه أنه تعلّم من والده أكثر بكثير مما تعلّم في "السوربون".
إذا تيمور جنبلاط لم يعد من دون عنوان، وإن كان افتراضياً، وإذا كان والده تأخّر كثيراً للّحاق بركب ثورة شبكات التواصل، إلا أن جنبلاط الإبن يبدو أنه يدرك جيداً أهميتها ويتقن استعمالها، فهو إبن هذا الزمن وهذا الجيل، ويغرّد سريعاً على خطى والده ... ولكن "فايسبوكياً".

  • شارك الخبر