hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - أنطوان غطاس صعب

الفاتيكان يترك لبكركي التحرّك رئاسياً

الإثنين ١٥ كانون الثاني ٢٠١٥ - 05:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

على الرغم من القناعة الواسعة لدى اللبنانيين من السقف الذي سيصل إليه الحوار بين تيار "المستقبل" و"حزب الله"، فإنهم يأملون خيراً علّ لغة الحوار والتلاقي والتواصل بين المكوّنات السياسية اللبنانية توصل إلى وقف مسلسل التخوين المتبادل بين فريقي النزاع. لكن لغة التفاؤل هذه لا يمكنها أن تخفي السيناريوهات المقلقة التي تنتظر البلاد في المرحلة المقبلة، خصوصاً وأن الفريقين يرهنان قرارهما السياسي الداخلي لمجموعة عوامل إقليمية، يعوّلان عليها لتحقيق غلبة مشروعهم على الفريق الآخر.
ولا يُخفي المتابعون لملف لبنان في واشنطن، تخوّفهم من أن لا تشهد جلسات الحوار خواتيم سعيدة، معتبرين أن ما يحصل لا يخرج عن كونه محاولة الأطراف اللبنانية ملء الفراغ وتقطيع الوقت في انتظار نضوج "طبخة" الحلول الإقليمية والدولية بين القوى الفاعلة والمؤثّرة، في غضون الأشهر الآتية.
ويعتبر هؤلاء، وفق ما نقل عنهم زوار العاصمة الأميركية مؤخراً، أن المبالغة في الحديث عن انفراجات في العلاقات السعودية - الإيرانية، ليست مبنيّة على أساس واقعي، فيما الأوضاع المتحرّكة على الأرض في أكثر من بقعة في المنطقة، لا توحي بأن الأمور وصلت إلى لحظة بات يمكن فيها الحديث عن فرض شروط أو إبرام تسويات، تعكس ميزان القوى الإقليمي.
ويضيفون، أن هناك معطيات سياسية وأمنية وميدانية تشير إلى متغيّرات استراتيجية قريبة تصبّ في خانة إعادة رسم خطوط المواجهة الإقليمية، حيث من المفيد ترقّب المواقف الفعلية لبعض الدول من الأزمة السورية، وتحديداً روسيا وإيران اللتان لا يبدو أنهما تسيران على الموجة ذاتها بالنسبة إلى حل الأزمة السورية ومصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وهكذا تتأكّد يوماً بعد يوم أهمية انتظام عمل المؤسسات في لبنان عبر أولوية انتخاب رئيس للجمهورية، حيث عُلم ان أجواء الزوار اللبنانيين والعرب إلى الفاتيكان تتطابق إلى حدّ كبير مع رؤية المسؤولين الفاتيكانيين للإستحقاق الرئاسي اللبناني، والدور المنوط باللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً على هذا الصعيد، وتتقاطع بمجملها عند استياء الفاتيكان ونقمته على الطبقة السياسية اللبنانية التي أثبتت عجزاً واستهتاراً في التعاطي مع الشأن الرئاسي، على رغم مرور حوالى السبعة أشهر من عمر الشغور الرئاسي.
في غضون ذلك، ينقل أحد الديبلوماسيين المخضرمين في باريس بعضاً من هذه الأجواء، مؤكداً أن أعلى السلطات في الدوائر الفاتيكانية لا تتوانى عن التعبير أمام زوارها من السائلين عن الإستحقاق الرئاسي عن نقمتها على السياسيين اللبنانيين، وعلى وجه الخصوص المسيحيين الذين يتلكؤون عن الإضطلاع بمسؤولياتهم الوطنية. ويشير إلى أن نظرة هذه الدوائر تفيد بأنه إذا كانت تلبية بعض الطموحات الشخصية غير ممكنة، فعلى القوى المسيحية على الأقلّ أن تتفق على مرشح إجماع بدل أن يتمترس كل خلف مواقفه بما يساهم في استمرار العرقلة والتعطيل.
ويكشف الديبلوماسي، أن الفاتيكان الذي يراقب عن كثب الجهود الدولية المبذولة على خط إتمام الإنتخابات الرئاسية بشكل توافقي، أبلغ الموفد الرئاسي الفرنسي جان فرنسوا جيرو قبيل انطلاقه في تحرّكه نحو إيران، ومن ثم لبنان، استعداده لمواكبة هذا التحرّك بخطوات عملية، ولكن بعد أن يحصل جيرو على موقف إيراني رسمي مؤيد لوصول رئيس وفاقي إلى قصر بعبدا، لأنه عندها يمكن أن يفعل التأثير الفاتيكاني فعله في الداخل اللبناني، خصوصاً لناحية نفوذه لدى القوى المسيحية، من زاوية الحفاظ على تأثيره في لبنان من ضمن أهدافه بحماية مسيحيي لبنان والشرق من موجة الإضطهادات التي يعانونها.
وتشير معلومات، أن مسؤولاً لبنانياً رفيعاً كان شارك في اجتماعات دولية عُقدت في نيويورك، سمع من مسؤول فاتيكاني رفيع رداً على سؤال وجّه إليه حول سبب عدم إقدام الفاتيكان على التحرّك في الملف الرئاسي اللبناني والضغط على القوى المسيحية، "أننا أوكلنا المهمة إلى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي يتخذ الموقف المناسب باعتباره مطلعاً على التفاصيل كافة، وعلى صلة بالقيادات المسيحية وهو يتحرّك بتوجيهات مباشرة من الفاتيكان". وعلى هذا الأساس تأتي المواقف البطريركية العالية السّقف والتي تستند إلى قوة تكليف فاتيكاني.
ومع ذلك، فإن كل المؤشرات المستقاة من الأروقة الرئاسية والديبلوماسية والسياسية في لبنان، تدلّ حتى الآن على أن لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور، وحتى تظهر طبيعة المنحى الذي ستأخذه الأمور في المنطقة.
وعلى ذمّة وزير لبناني يلعب دوراً فاعلاً ضمن التيار الذي ينتمي إليه، فإن إجراء الإنتخابات الرئاسية من الآن وحتى الربيع المقبل يبدو صعباً، ولكن من الممكن اتمامها خلال العام 2015، وأما الأكيد فإن التطوّرات الإقليمية هي الناخب الأكبر في الرئاسة.
أما طرح الأسماء، فلا يعدو كونه مضيعة للوقت، مع العلم أن ثلاثة أسماء تُطرح جدياً، واحد منها غير متداول إعلامياً ويمكن أن يلقى قبولاً نسبياً لدى العماد عون.

 

  • شارك الخبر