hit counter script

الحدث - نادر حجاز

سباق بين لقاء عون ـ جعجع وحوار "عين التينة"

الخميس ١٥ كانون الأول ٢٠١٤ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يبدو أن الزعامات المسيحية التقطت إشارات ما، جعلت من اجتماعهم هدفاً ملحّاً تسعى إليه المرجعيات المسيحية وعلى رأسها البطريركية المارونية. فالرسالة الفرنسية التي حملها مدير شؤون الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو لم تكن واضحة، إلا أنها حملت في طياتها دعوة للدفع نحو التوافق على رئيس جديد للجمهورية، وإلى الإستفادة من الجو الملائم إقليمياً ودولياً.
يأتي كلام جيرو بعد محادثات يقودها شخصياً مع الإيرانيين للتوصّل إلى انتخاب رئيس لبناني، وهو الذي كان قد زار طهران وسيعود إليها لاحقاً، على أن يزور الفاتيكان والسعودية في وقت قريب، بهدف خلق جو إقليمي مؤاتٍ.
معراب على علم بالكلام الرئاسي الفرنسي ـ الايراني، فلقد سمعه الدكتور سمير جعجع مباشرة من جيرو. ويبدو أنه يحاول ترجمة ما يصله من أجواء إقليمية ودولية داخلياً، لا سيما في الساحة المسيحية، مجدِداً دعوته للعماد ميشال عون إلى ضرورة الإلتقاء على رئيس توافقي يختاره المسيحيون. وكأنه يحاول استباق تسوية ما قد تُفرض على المسيحيين.
في المقابل، لا يمانع العماد ميشال عون حصول هذا اللقاء، مرحّباً بجعجع في الرابية، وإن بدا كلامه مجاملة إجتماعية لا تُصرف في السياسة بعدما رسم سقفاً عالياً، معتبراً أن المشكلة ليست بانتخاب الرئيس إنما بالجمهورية، وهو ما طرح الكثير من التساؤلات حول خلفية كلام عون وإذا ما كانت إعلاناً بانتهاء زمن الطائف.
"ليبانون فايلز" سألت عضو تكتّل "التغيير والاصلاح" النائب حكمت ديب عن الموقف الأخير للعماد عون، فبادر بدوره إلى السؤال، "وهل طُبِّق اتفاق الطائف والدستور المنبثق عن وثيقة الوفاق الوطني؟"، معتبراً أن عون أثار المشكلة الأم والمتعلقة بمسألة الجمهورية ككل، وفقدان أهم أسس الصيغة اللبنانية المتمثّلة بالتوازن بين المكوّنات الطائفية. وأضاف: "الجنرال أطلق صرخة لانقاذ الجمهورية، وليس فقط لانتخاب رئيس جديد، فالمشكلة أخطر بكثير من انتخاب رئيس". إلا أنه عاد ليؤكد أن عون مستعدّ للتعاون مع أي فريق يعمل لإيجاد حلول.
وتعليقاً على الحوار المرتقب بين "حزب الله" وتيار "المستقبل"، أكد ديب أن أي حوار ولو بين فريقين يستفيد منه جميع اللبنانيين. ورداً على سؤال، أكد أن لا خوف من تسوية تأتي على حساب المسيحيين. نافياً أن يكون الموفد الفرنسي فرنسوا جيرو طرح على العماد عون أي مبادرة فرنسية، كاشفاً أن عون عرض الوضع العام مع جيرو، لا سيما مشكلة المسيحيين في لبنان وتمثيلهم في السلطة وخرق هذا التمثيل في الحكومات والمجلس النيابي ورئاسة الجمهورية.
من جهتها أشارت مصادر معراب لـ "ليبانون فايلز" إلى أن "القوات اللبنانية"، مستعدّة للحوار مع عون، شرط أن يكون هذا الحوار جدّي ويهدف للوصول إلى اتفاق حول الرئاسة، مؤكدة أن جعجع مستعد للتنازل، وسبق وأن أعلن أنه مستعد للتخلي عن ترشيحه لصالح التوافق، وبالتالي فإن المطلوب من عون أن يلاقيه إلى منتصف الطريق أيضاً، ويكون على استعداد للتنازل بدوره. وأبدت المصادر حرص جعجع على جدّية أي حوار مع عون كي لا تخيب آمال الجمهور المسيحي واللبناني مجدداً.
إلا أن للعلاقة بين معراب والرابية وجه آخر بعيداً عن الاعلام، والتواصل بينهما لا ينقطع. وكان لافتاً ما نقله رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن عن جعجع الإثنين الماضي، معلناً أنه "يعتبر أن فكرة اجتماعه مع العماد عون في توقيت يتزامن مع لقاء المستقبل وحزب الله، يعطي انطباعا بالوصول إلى تفاهم داخلي في اللحظة المؤاتية".
وكشف الخازن في حديث لـ "ليبانون فايلز" عن مسعى للقاء يجمع القطبين المعنيين في رئاسة الجمهورية عون وجعجع، بهدف الوصول إلى عملية تلاقي بين الرجلين للتفاهم على ملف رئاسة الجمهورية. وأعلن الخازن أنه لمس تجاوباً من جعجع، وكذلك من العماد عون، الذي زاره الاربعاء (امس) وكرّر موقفه بأن أبواب الرابية مفتوحة أمام جعجع. وحول دور بكركي، شدّد الخازن على أن البطريرك الماروني بشارة الراعي يتمنى الوصول إلى اتفاق حول الرئاسة، مؤكداً أنه لم يدخل يوماً ولن يدخل في لعبة الأسماء.
فهل تنجح المساعي بجمع قطبي الزعامة المسيحية، وإعادة خيوط اللعبة الرئاسية إلى الفريق المسيحي بمواكبة التقارب السنّي – الشيعي ما بين "حزب الله" و"المستقبل"؟ أم أن التسوية ستكون الأقوى وتقول كلمتها هذه المرة أيضاً؟

  • شارك الخبر