hit counter script

الحدث - انطوان غطاس صعب

هل يدعم حزب الله قريباً فكرة "الرئيس التوافقي"؟

الجمعة ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 05:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

توقّفت مصادر سياسية متابعة بكثير من الاهتمام عند زيارة المبعوث الأممي الخاص لسوريا ستيفان دي مستورا لنائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في الأسبوع الفائت. لا ينبع الاهتمام فقط من طبيعة الزيارة نظراً لكون الحزب بات لاعباً اقليمياً فاعلاً على مستوى المنطقة الى جانب دوره كقوة لبنانية مؤثرة في الداخل اللبناني، وفي ظل مشاركته في القتال الدائر في سوريا الى جانب النظام، بل لما أعقب الزيارة من موقف لافت لقاسم أشار فيه الى أن " الحل السياسي وحده ينقذ سوريا وعلى الجميع أن يتوقعوا تنازلات مؤلمة في هذا الاطار".
وبحسب المصادر اياها فان التنازلات المشار اليها تشكّل رسالة بالغة المعاني بوجوب استعداد الجميع، بمن فيهم "حزب الله"، لمقتضيات الحل السياسي وما يعنيه مستقبلاً من امكانية سحب عناصره من سوريا بطلب ايراني تسهيلاً للحل المنشود. وتربط المصادر بين هذا الموقف والملف الرئاسي اللبناني الذي يوظّف في سياق الصراع الاقليمي والأزمة السورية، بحيث أن تسريع الحل السوري يؤدي الى انفراج رئاسي في لبنان، مع التذكير أن قاسم كان شدّد في مرحلة سابقة على البحث عن خيارات توافقية في ما يتصل بانتخابات رئاسة الجمهورية.
ومع اضافة موقف قاسم الى ما يتداوله أكثر من سفير غربي في لبنان وموفد دولي، من دي مستورا الى المنسق الخاص للأمم المتحدة ديريك بلامبلي والسفير الأميركي ديفيد هيل، والتي عكست جميعها ضغطاً خارجياً على الأطراف السياسية اللبنانية للاضطلاع بدورها الوطني وتحمّل مسؤولياتها، عبر الاسراع على الاتفاق على مرشح توافقي تلافياً لخطر الارهاب المتربّص شراً بلبنان، يمكن الاستناج أن هذا الاستحقاق دخل مرحلة الخطة "ب". هذه الخطة قد تتمثل بطي صفحة المرشحين الأقطاب الموارنة، والتمهيد للتوافق على رئيس غير استفزازي يحظى بقبول القوى السياسية كافة ولا يعترض عليه الخارج، يعمل على تحصين الساحة اللبنانية المهتز استقرارها، وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية بهدف تأمين الغطاء السياسي لعمل الجيش والأجهزة الأمنية.
ويشير ديبلوماسي غربي واكب الاتصالات التي جرت أخيراً على مستوى مقار الأقطاب والدول الغربية، وقام بحراك مؤخراً تجاه بعض العواصم، أنه جمّد حراكه الخارجي الهادف الى المساعدة على انتخاب رئيس للبنان. فقد لمس انعدام الأفق مع بلوغ منسوب الاتهامات بين بعض الدول المؤثرة على القوى السياسية اللبنانية، ولاسيما السعودية وايران، مستويات مرتفعة، وعودة البرودة الى العلاقات الأميركية-الروسية، وانتظار مآل المحادثات النووية بين الدول الخمس زائد واحد وايران في الشهر المقبل، واندثار الأجواء الايجابية التي خرجت من محادثات نيويورك بين بعض الدول، بالاضافة الى أن ايران لم تتجاوب مع الطلب الفرنسي المنسق مع أميركا والفاتيكان بتسهيل انتخاب رئيس للبنان.
ويؤكد الديبلوماسي أن "الرهان الوحيد يبقى على الحراك الداخلي الذي ينسّق خطوطه العريضة الرئيس سعد الحريري بالتنسيق مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بعد مجموعة لقاءات عقدها مع أركان "قوى 14 آذار" والنائب وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري مباشرة أو عبر مدير مكتبه نادر الحريري، بعدما تشاور في الملف الرئاسي مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي يتابع اتصالاته مع الفاتيكان، بحسب الديبلوماسي، موضحاً أن الرئيسين الحريري وبري والنائب وليد جنبلاط عازمون على بلوغ الحل في أسرع وقت".
ويكشف الديبلوماسي أن "أكثر من سفير تواصل مع الأطراف اللبنانية وأبلغها رسالة تعكس رغبة ادارات بلدانهم بتسهيل الاستحقاق، وتتضمن نصحاً بالاسراع في الخطوة ليحظى لبنان بالمساعدات الخارجية على صعيدي النزوح السوري وتسليح الجيش". ولم يستبعد أن تكون حركة جنبلاط في الفترة الأخيرة تمهّد للاتفاق على أحد الأسماء التي تحظى بتوافق الكتل النيابية.

 

  • شارك الخبر