hit counter script

الحدث - دنيز عطالله

الحريري يستظل عباءة بكركي للتمديد

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 06:30

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كان الرئيس سعد الحريري يحتاج الى "غطاء" بطريركي يسمح بالتمديد لمجلس النواب، وهو ما حصل عليه بالامس. فبعد ان انسحب حلفاؤه المسيحيون سواء "القوات اللبنانية" او"حزب الكتائب" من دعمه وتاييد فكرة التمديد وتبنيها علنا، احتاج الحريري الى مظلة مسيحية لا تشكيك في تمثيلها، فكان البطريرك بشارة الراعي.
فوسط المزايدات الحزبية، ومحاولات كل فريق رمي الكرة في ملعب خصومه، بادر الحريري الى الاعلان الصعب: "التمديد ضرورة لعدم دخول البلاد في المجهول". لا "التيار الوطني الحر" ولا "القوات" ولا "الكتائب" ولا "حركة امل" ولا "حزب الله" ولا اي حزب، بمن فيهم حزبي "التضامن" و"السلام"، يرغبون اليوم في اجراء الانتخابات النيابية فعلا. قد تكون الاحزاب المسيحية، ومن منطلقات تنافسية محلية لا تمانع في اجراء الانتخابات، وسط توهم كل حزب بانه يملك الاكثرية. لكن حتى هؤلاء يعرفون بالنظر الى احوالنا الامنية والسياسية ان اجراء الانتخابات ضربا من الجنون.
هي شجاعة من الحريري ان ياخذ في صدره موضوع التمديد للمجلس النيابي. يمكن المزايدة والتباكي على الديموقراطية، وعلى تزوير النواب للوكالة الشعبية المعطاة لهم ليمددوا لانفسهم، الى ما شاء الله.
يمكن الاسهاب في الكلام عن الهدر المقونن لمجلس يعتبر الاعلى اجرا في العالم، مقارنة بفعاليته وعمله.
يمكن كتابة المعلقات عن "ابداعات" و"انجازات" كل نائب على حدى او مجموعين. كل هذا صحيح واكثر، لكنه لا يغيّر في واقع الامور شيئا.
هل حقا يحتمل البلد اليوم اجراء الانتخابات وما يرافقها من شحن وتجييش؟
من يسهر على حماية امن وسلامة العملية الانتخابية ومن ضمنها يوم الانتخاب؟ الجيش المنتشر على الحدود الذي لا يعرف من اين توجه له الضربات؟ ام زعماء الاحياء والمناطق الذين عادوا للتسلح تحت حجة مواجهة "داعش"؟
والسؤال المؤسف هو: ما الذي سيتغير في حال حصول الانتخابات في هذه الظروف؟
لا شيء تقريبا. سيبقى رئيس الحزب، اي حزب، يحمل معه الى قطاره الانتخابي او "محدلته"، المقربين والمرضي عنهم. بالتالي سيعود معظم النواب الحاليين، مع تعديلات طفيفة ربما هنا او هناك. وسيكون المال ناخبا اساسيا، خصوصا مع تزايد الحاجة والفقر. سيزداد عدد المتملقين والمتزلفين وطامحي تسلق سلم النيابة. وسيضطر المواطن الى تحمّل تنظيراتهم وجهلهم لساعات مباشرة على الهواء. سينجحون مرة جديدة في غش بعض الناس. وسيتاح للبعض الآخر التصويت نكاية ب"فلان" وليس اقتناعا ب"علتان". وسيتوهم بعضهم انتصارا على خصم او جار. ولن يمر شهر الا وقد ارتفعت اصوات "الجمهور" مجددا لتدين الطبقة السياسية التي لا تشعر بحرمانهم ومعاناتهم.
هو سيناريو مسرحي مكرر وممل. لكنه في هذه الظروف قد يتحول الى دراما مكتملة العناصر. الافضل ان نُبقي على الكوميديا السوداء.
 

  • شارك الخبر