hit counter script

الحدث - نادر حجاز

عقبال المية ... لبناننا الكبير

الإثنين ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 05:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

صحيح ان أدولف هتلر ضحك كثيرا عندما سمع ان دولة اسمها لبنان اعلنت الحرب على المانيا في الحرب العالمية الثانية.
وصحيح ان ابنة الجنرال غورو تباهت كثيرا امام رفيقاتها بان والدها "بشخطة قلم" رسم دولة.
صحيح انه لم يحكم يوماً نفسه بنفسه منتقلا من وصاية الى وصاية ومن احتلال الى انتداب.
وصحيح انه من البلدان الاكثر فسادا في العالم في سلطته السياسية وفي ادارته العامة.
صحيح ان شعبه لا تجمعه سوى المحن وبرلمانه لا يلتئم الا بإشارات خارجية.
وصحيح ان حدوده تُتنهك في كل يوم من الاخوة والاعداء على حد سواء.
صحيح ان ابناءه يُكرّمون في الغربة اكثر من وطنهم وان هجرة الادمغة تزداد يوماً بعد يوم.
وصحيح انه قصر المياه ويعاني من الشح كل ايام السنة.
صحيح ان الوطن الاخضر ينقرض وفي كل صيف تحترق مساحات شاسعة من احراجه ولا أحد يبالي.
وصحيح انه وطن العمالقة والمبدعين الذين يموتون على ابواب المستشفيات.
ولكن ما بال هذا الوطن الذي ينفينا ونلجأ اليه، يقتلنا ونعطيه أولادنا، يفقرنا ونشبعه قصائد.
غريب أمر هذا الوطن الذي نلهث فيه وراء أقرب "فيزا" ومتى غادرناه عدنا نبحث عن أيامه ولياليه.
ربما لأنه وطن للسلام ووطن للحياة، في صخبه حياة وفي هدوئه حياة.
في مثل هذا اليوم من العام 1920 كبرت، لتصبح الوطن الكبير. مرّ علينا هذا الدرس في كتاب التاريخ مرور الكرام، حفظناه عن ظهر قلب بانتظار الامتحانات الرسمية كي نروي ما جرى في ذلك اليوم في قصر الصنوبر.
واما اليوم فنعود اليك وفي قلبنا خوف عليك، نخاف ان تذوب مجدداً في بحور الصراعات الكبرى والفتن، نصلي لكَ كي يغفر التاريخ لك ولنا خطايانا المشتركة، ونعاهدك ان لا نرتكب الخطيئة مجدداً.
غداً قد نكون معاً وقد لا نكون، فالمذبح شرب الكأس الاولى، وعينا عشتروت ترتجفان.
فلنصلي معاً من أجل هذا الوطن ... وعشية المئوية الاولى له نقول: "عقبال المية ... على امل ان تبقى لبناننا الكبير".
 

  • شارك الخبر