hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - ابراهيم درويش

بين لبنان واربيل... حكايا نزوح متبادلة!!

الخميس ١٥ آب ٢٠١٤ - 05:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع


أن يسعى مئات اللبنانيين الى الهجرة خارج الاراضي اللبنانية ليس خبراً يستحق التعليق. هو مجرد خبر، لا يعني شيئا الا لاولئك الذين تتغير حياتهم وحياة احبتهم. مجرد خبر، لن تجد له مساحة في نشرة أخبارية او صحيفة او موقع الكتروني، لا سيما بعد ان تحولت شهادات طلابنا جواز سفر الى الخارج، هرباً من بلد لا أمن فيه، لا أمان فيه، لا استقرار فيه، لا كهرباء فيه، لا مياه فيه، لا مستقبل فيه، ولا طبابة فيه..
وفي وقت يتغنى بعضهم بما أورثنا إياه أجدادنا، بات هذا التاريخ مهدداً بالطمس والقضم على أيدي مجموعات رأت في هذه الأرض العصية ساحة لرسم مستقبل يناسبها، بسيف الدم والذبح...
هذا هو الحال في بلاد الأرز، حيث لا يعدو الانسان كونه رقماً في سجلات الاحياء، وفي دفاتر محرري رسوم الدولة اللبنانية، وفي السجلات الانتخابية...
لن أسهب في الحديث عن وضع اللبناني في وطن تناسى ساسته واجبهم تجاه بنيه، انما انطلقت من هذا السرد السريع لاتحدث عن ظاهرة لمستها في اليومين الماضيين واعتبرت انها تستحق التوقف عندها...
بالمتابعة البسيطة للبريد الالكتروني لموقع "ليبانون فايلز"، لفتنا ورود العشرات من السير الذاتية الباحثة عن فرصة للعمل. وفي القراءة الاولية للسير لم نجد ما يستحق تخصيص مساحة للكتابة عنه، في ظل عشرات السير الذاتية الواردة الى بريد الموقع، الى ان لاحظنا ان عناوين اقامة عشرات المرسلين هي مدينة "اربيل".
"أربيل" حلم اغلبية كبيرة من الشباب اللبناني والعربي، تلك المنطقة الآمنة والمزدهرة من العراق، وجهة النازحين والطامحين من كثير من البلاد العربية، باتت بدورها منطقة نزوح. فالخوف بدأ يتسلل الى تلك المنطقة، بعد ان بدأ رعاة الدم بالزحف اليها، والى غيرها من المناطق، في احداث دراماتيكية موجعة لا تبقي مكانا لصخب الحياة. ان يفكر الشباب في اربيل بالهجرة والبحث عن فرص العمل، يعني ان الفرص تضيق اكثر فاكثر في العراق كما في كل اوطاننا. ومع ذلك يستمر المجتمع الدولي والدول الكبرى في مشاهدة مسلسل عنفنا، متفاجئين حينا ومستمتعين احيانا ومهتمين دائما بمصالحهم وباولويات شعوبهم ودولهم. اما نحن فنواصل بالتناوب الاحلام بالهجرة، واربيل اليوم مثالا.
 

  • شارك الخبر