hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - دنيز عطالله

صهريج ضومط و"مواي" ابي نصر

الأربعاء ١٥ آب ٢٠١٤ - 05:24

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في كل جلسة من الجلسات العامة في مجلس النواب، كان النائب نعمة الله ابي نصر يأبى ان يختم كلامه الا بالتطرق الى ازمة المياه في كسروان. كان يقول بلهجته الكسروانية "افيش مواي بكسروان"، ويروح يردد اسماء عدد من البلدات والقرى المحرومة من نعمة المياه.
لم يكن ابي نصر النائب الوحيد الذي يثير قضية شح المياه في منطقته. لكنها عنده كانت لازمة متكررة حتى اصبح الزملاء الصحافيون يتندرون بها ويرددون حين يبدأ كلامه عن "المواي" : عبي بالخرج.
مع الوقت تبين ان اللبنانيون لا يعبون في الخرج فقط بل في الغربال، بدليل صهاريج المياه التي تختال على جميع طرقات لبنان، من العاصمة وحتى آخر بلدة عند الحدود من دون ان يشعر احد ان انقطاع المياه حدث جلل. حدث يستدعي مثلا تظاهرات واضرابات وربما عصيانا مدنيا تأمينا لاحد ابسط مقومات الحياة.
لكننا شعب لا يهتم بمثل هذه التفاصيل الحياتية التافهة!. نحن شعب لديه اهتمامات كبيرة. فانشغالاته تبدأ من باكستان مرورا بايران والعراق وسوريا واسرائيل وصولا الى الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي مجتمعا. اما المياه والكهرباء واسعار النفط وازمة السير اليومية فتفاصيل تافهة لا يُشغل اللبنانيون انفسهم بها.
ازمة مياه؟ من يبالي؟ سبقتها عشرات الازمات وتعايشنا معها. فلم النق على المياه اليوم؟ المهم ان تعود المياه الى مجاريها بين السياسيين. اما نحن فلا امل فينا."دق المي..مي". سنوزع اهتماماتنا بين التندر على زعيم كوريا الشمالية حينا والفتاوى "الداعشية" احيانا اخرى، ولا يفوتنا، بطبيعة الحال، الانحياز الى بعض ابطال مسرحياتنا السياسية المحلية.
بناء عليه، وبالاذن من زياد الرحباني، "ممنوع حدا من يوم ورايح يشوف صهريج ضومط قدام بيتو ويزعل او يشك فيه. البلد كلها عطشانه". وممنوع استطرادا، ان يتكلم اي من النواب عن ازمة المياه بأي لهجة من اللهجات اللبنانية ال18 المعترف بها رسميا.

  • شارك الخبر