hit counter script

الحدث - انطوان غطاس صعب

تخوف من صراعات استخباراتية على الساحة اللبنانية

الإثنين ١٥ آب ٢٠١٤ - 05:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

غداة معركة عرسال الأخيرة، والتي انتهت الى قيام الجيش اللبناني بدحر المجموعات المسلّحة الى خارج الحدود اللبنانية، لم يجد مسؤول أمني تعبير دقيق ليختم به تقريره الذي سيرفع الى المسوؤلين سوى ما يلي" الوضع الأمني في لبنان خطير للغاية ومفتوح على شتى الاحتمالات، ويستعدي تضافر جهود الأجهزة الأمنية وتبادل أكبر للمعلومات فيما بينها". هذا التقرير المليء بالمعطيات الحسّاسة، استند في معظمه الى معلومات أمنية غربية عن تنامي حركة الأصوليات بشكل فاعل في بعض المخيمات الفلسطينية، ومنها من تأتمر مباشرةً بتنظيمات "داعش"، و"جند الشام"، و"النصرة"، بعد الحديث عن تسلّل أفراد من هذه الجماعات الى لبنان من سوريا والعراق.
 وتكشف هذه المعلومات عن خوف الأوساط الديبلوماسية من عودة لبنان الى ساحة لتبادل الرسائل الاقليمية والدولية، طالما أن الوضع الأمني غير ممسوك كلياً على رغم الجهود الاستثنائية التي تبذلها القوى الأمنية، ومع أن الحسابات الدولية تفضّل أن ترى الساحة اللبنانية مستقرّة. لكن نشاط الجهات الأصولية بات مغطّىً من قوى اقليمية معروفة، وهناك خوف جدي من التخطّيط لموجة جديدة من التفجيرات والاغتيالات التي لها أهداف سياسية بحتة.
وتلقّت جهات أمنية لبنانية معلومات من جهاز أمني غربي، جرى التأكد من صحّتها بالتنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية، فيها تحذير من تحضير أطراف متشدّدة ولها علاقات استخباراتية متشعّبة، لمخطط أمني كبير قد يستهدف مؤسسات بعض الدول التي تؤدي أدواراً أساسية على مستوى صراعات المنطقة. وضمن بنك الأهداف لهذه الأطراف: استهداف ثكنات عسكرية في مناطق محدّدة، المكاتب الادارية لبعض الأجهزة الأمنية، وحواجز للجيش اللبناني، والتخطيط لخطف المزيد من عناصر الأمن اللبنانيين من جيش وقوى أمن وأمن عام لمبادلتهم بسجناء اسلاميين في سجن روميه.
وحذّرت مصادر مسؤولة بعض الفعاليات الرسمية من اضطرابات أمنية مفتعلة ربطاً بتطورات سوريا والعراق وغزة. وتزداد المخاطر في ظل التعقيدات الاقليمية التي توسّع مداها مع السياسة الاقصائية التي ينتهجها رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي تجاه باقي المكونات العراقية وسيطرة "داعش" على بقع معينة من العراق.
وأكثر ما تم التحذير منه من قبل المصادر، هو عودة النشاط الاستخبارتي الاسرائيلي بالتوازي مع نشاط استخبارات دول عدّة، بما قد يتكامل مع الحراك الأصولي المغذّى من دول وقوى وازنة، في سياق ترهيب الساحة الأمنية اللبنانية وجعلها في رزمة واحدة في ملفات المنطقة على أمل المقايضة عليها في أي مفاوضات عربية-اقليمية-دولية ستحصل عاجلاً أم آجلاً.

 

  • شارك الخبر