hit counter script

الحدث - ابراهيم درويش

جرح الموصل ومسيحيو الشرق

الأربعاء ١٥ تموز ٢٠١٤ - 07:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أثار موضوع فرض جزية على ما تبقى من مسيحيي العراق، جملة من المواقف التي لا تزال خجولة تجاه الظلم الذي تتعرض له هذه الطائفة في العراق.
خارطة الشرق الاوسط ترسم بالدم: اشتباكات، تقاتل، تناحر، دماء على امتداد المنطقة، والامور تزداد ضبابية، لا سيما مع استفحال الوضع الامني في العراق وتمدد "داعش"، وامعانها في ضرب كل مكون يخالفها.
هذه الخارطة الجديدة للمنطقة، يخشى الا يكون هناك وجود للمسيحيين فيها. ف "النصارى" لا مكان لهم، كما لا مكان للشيعة "الروافض"، ولا للسنة المعتدلين في دولة العراق والشام الجديدة.
الدماء المهدورة حتى الآن، خير مؤشر على خيارات ونهج هذا الفكر الدموي. وليس آخر فصول هذا التنظيم فرض جزية على ما تبقى من مسيحيي الموصل بقيمة 450 دولاراً اميركيا، او اعتناق الاسلام، أو القتل.
ردات الفعل على هذه الممارسات لا تزال خجولة، خصوصاً انها تاتي في ظل ما يثارعن مخطط لافراغ الشرق من المسيحيين. وهذا يتطب حالة طوارئ سريعة لحمايتهم، كما لحماية الصيغة اللبنانية قبل فوات الاوان.

الخوري ابو كسم
يتساءل مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبدو أبو كسم، عما فعله المسيحيون في العراق بحق اي من المجموعات ليتصرفوا معهم على هذا النحو.
ويقول في حديث الى موقع "ليبانون فايلز": ما يحصل في الموصل يجب الا يخيف فقط المسيحيين في لبنان، انما يجب ان يخيف بشكل خاص المسلمين المعتدلين، لأن وجود المسيحيين في الشرق هو وجود اصيل وليس طارئاً".
ويضيف "هنا نسأل هل هذا هو مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي يحكى عنه؟ فاذا كان كذلك فلا حول ولا قوة. انما اذكر أنهم حاولوا تقسيم لبنان منذ 30 سنة وسقط هذا المشروع".
ويؤكد ان "لا داعي ليخاف المسيحيون في لبنان، فوضعهم مختلف عن مسيحيي العراق، وهم لم يقفوا في مواجهة المسلمين، وكانوا في جميع الاحوال في اعلى درجات التضامن".

حبيب افرام
بدوره، يقول رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام بأسى"انها المرة الاولى منذ 200 سنة، الموصل من دون مسيحيين، امام أعين العالم الذي لا يتحرك. ويتابع في حديثه الى موقعنا "على المسيحيين والمسلمين أن يبادروا الى ما يتجاوز حدود الادانات والاستنكار، وانطلاقاً من هنا، دعوت الى أوسع تحالف وطني واسلامي لمواجهة هذا العقل الالغائي التكفيري".
واذ استغرب افرام الصمت الاعلامي تجاه أحداث الموصل، سأل كيف يمكن ان يكون هناك من يفكر في القرن الواحد والعشرين في تخيير الآخر بين دفع الجزية اواعتناق الاسلام، واما المصير المجهول". واضاف "لا يجب ان نسكت، وعلينا ان نرفع اصواتنا ونحفز القوى الفكرية والدينية والروحية لخلق نهضة جديدة في الشرق".
وحول ما اذا كان يتخوف على المسيحيين، قال افرام "داعش فيروس دائم على امتداد المنطقة ويمكن ان يفرخ اينما كان".

مسعود الاشقر
من جهته، يعتبر مسعود الاشقر ان "اضطهاد المسيحيين ليس مستجداً في الشرق. على الرغم من كون المسيحيين ليسوا طارئين على هذه البقعة من العالم او جالية فيه. فهم ابناء هذه المنطقة ولم يأتوا مع الفتوحات الصليبية. تماما كما هم مسيحيو العراق من كلدان واشوريين".
واذ يستغرب الصمت العالمي تجاه ما يحصل، يقول الاشقر "أكثر ما يؤلم هو صمت شركائنا في الوطن وفي العالمين العربي والاسلامي، حيث جاءت ردات فعلهم خجولة، بالتزامن مع تخاذل بعض المسيحيين الذي منعهم من أن يحركوا ساكناً".
وتابع "لماذا تُترك الكنيسة الارثوذكسية والكاثوليكية وحيدتين في رفض الاضطهاد بحق المسيحيين؟؟ وأين هي اصوات الاسلام من هذه الارتكابات، مع العلم أن "داعش" تشكل خطراً على الطائفة الشيعية وعلى السنة المعتدلين؟".
وأضاف الاشقر "لست أخشى على المسيحيين في لبنان، وقد تم اختبارهم في العام 1975 حيث لم يبخلوا بدمائهم لرفض اقامة دولة فلسطينية بديلة في لبنان، وكانوا اول من واجهوا المشروع". وتابع "نحن لا ندعو الى حكم ذاتي، ونثق بالدولة وبالأجهزة الامنية التي تقوم بكامل واجبها في محاربة الارهاب والتطرف، ونحن ندعمها ونقف خلفها".
 

  • شارك الخبر