hit counter script

الحدث - نادر حجاز

حطّموا وثن 13 نيسان... غنّوا وديع الصافي

السبت ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 06:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يطلّ 13 نيسان ثقيلاً كما في كل عام، والأبشع منه أنّنا اعتدنا على انتظاره، خوفاً من عودة الزمن الى لحظاته القاسية.

وثنيّون نحن في خوفنا من شبح هذه الذكرى وما تحمل وما تستحضر معها من ذاكرة اللبنانيّين. وثنيّون لأنّنا نخشى من التجربة ولا نفعل شيئاً لمنع تكرارها. فالمتاريس قائمة في النفوس على الرغم من أنّ طريق المتحف سالكة وبيروت الشرقيّة لا تختلف بشقائها ورفاهها بشيئ عن بيروت الغربيّة.

وثنيّون لأنّنا أتقنّا ابتداع أيّ سيناريو نريد للمسرحيّة اليوميّة على مسرح هذا الوطن، فالوطنيّة تولد في لحظة ونقتلها في لحظة، وفق ما تقتضي الحاجة، وقادرون بلحظة أن نرمي آلاف القذائف جانباً ورصاص القنص الذي قتل المئات ظلماً، لننتقل الى الضفة الاخرى أحبّة تحت الرز والورد.

وثنيّون لأنّنا نظنّ أنّنا ابطال هذا الوطن، لنكتشف لاحقاً أنّنا مجرّد "كومبارس" في تمثيليّة كبرى يتقن ماسكو الخيوط تحريكنا من غرائزنا الطائفيّة والمذهبيّة وإن دعت الحاجة الجنسيّة.

وثنيّون لأنّنا تحوّلنا الى قاعة ممتلئة بالحضور المتحمّس لخطاب هذا الزعيم أو ذاك، والذي يواضب على الدعوة للوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء، لأنّه يدرك أنّه لن يكون فوق هذا المنبر لو لم يمشِ فوق نهر من دم الابرياء.

وثنيّون لأنّنا نتهيّب قدوم 13 نيسان واعتدنا على انتظاره بدل أن نعمل على نسفه ومشتقاته من أيّام السوء...

رجل من قلائل يستحق في يوم بشع كـ 13 نيسان أن نستذكره، خصوصاً وأنّ غيابه هذا العام يزيد اليوم قساوة، وهو الذي وحّد لبنان بصوته وموّاله الذي ظلّ يبحث عن نسمة توصله الى وديان نيحا في عزّ سنين الحرب، ولم يكن يعرف أنّ التاريخ قد حجز له مكاناً في تلك الهضاب على كتف مقام النبي ايوب.

في هذا اليوم الأليم نستذكر وديع الصافي، الذي انتظر طويلاً أن يخرس صوت المدفع، ليطلق العنان لصوته بعد انتهاء الحرب الاهليّة اللبنانيّة مناشداً أرز الجبل قائلاً: "جايين يا أرز الجبل جايين، اشتقنا لجبل نيحا لجبل صنين، تحت السما ما في متل لبنان، لبنان احلى وجّ أعلى جبين".

ملاحظة: الدعوة مفتوحة، لا تقفوا دقيقة صمت في 13 نيسان بدعوة من أحد... لا تصمتوا، غنّوا وديع الصافي وحطّموا وثن 13 نيسان.

  • شارك الخبر