hit counter script

خاص - ملاك عقيل

الى عرسال درّ!

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 05:25

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم تكن "كذبة الاول من نيسان" هذه المرّة. ثمة من روّج ان الخطة الامنية التي بوشر بتنفيذها فجر الثلاثاء ليست كسابقاتها، واتت وقائع الارض لتؤكد الاقوال. الدليل مشهد الفرار الجماعي لقادة المحاور في باب التبانة وتواري المسؤول السياسي للحزب العربي الديموقراطي رفعت عيد عن الانظار، كذلك النائب السابق علي عيد، وعدم حصول مقاومة من داخل باب التبانة وجبل محسن لانتشار الجيش وعناصر قوى الامن الداخلي في الاحياء والزواريب الفقيرة لنزع السلاح ومصادرته وازالة الدشم والمتاريس.
صحيح ان الغلّة من دهم مخازن الاسلحة واعتقال المطلوبين كانت متواضعة ولا تقارن بحجم من شاركوا فعلا في تحويل طرابلس الى كتلة نار، الا ان البذرة الاساسية للخطة قضت بذلك. استقرار المدينة في مقابل اعطاء السياسيين والمسلّحين صكّ براءة عما افتعلوه بطرابلس على مدى ست سنوات.
سبق هذا المشهد انطلاق سباق ماراتون الدراجات الهوائية في طرابلس. ليست المرة الاولى التي يوجّه فيها المجتمع المدني الانظار الى مبادراته التعايشية والسلمية، لكن قد يكون ذلك فاتحة لجدول من النشاطات التي ستترافق مع "نيو طرابلس".
والى جانب توافر المعايير السياسية، بحدّها الاقصى هذه المرّة، لضمان نجاح الخطة الامنية، فان القوى الامنية والعسكرية اصلا، وبعد ان ازيلت بالسياسة الالغام التي كان من الممكن ان تنفجر بوجه اصحاب البدلات المرقّطة، كانت تضع الحسم العسكري في اسفل اولويات الخطة. يقول مطلعون "منذ العام 2008 وحتى اللحظة تجنّبت القيادة العسكرية خيار الدم والنار في طرابلس لانه خيار اكثر كلفة بكثير من معارك نهر البارد. وحين حلّت ساعة الصفر لاعادة الهدوء الى المدينة لم يكن ممكنا ان يكون الحلّ العسكري هو وسيلة طيّ الصفحة في طرابلس".
وفق المعلومات، لا يزال التفاوض السياسي لاقناع من لا يريد التواري او تسليم سلاحه، هو الورقة الصالحة للاستخدام. وليس فقط من يحمل السلاح هو المستهدف. ثمة اصوات داخل طرابلس، على رأسها الشيخ داعي الاسلام الشهال، تتطلّب معالجة دقيقة وحذرة، نظرا الى الدور التحريضي الذي قد تلعبه في هذه المرحلة.
بالتأكيد الايام المقبلة هي مرحلة اختبار وامتحان القدرات لثلاثة اطراف هي القوى الامنية والجماعات المسلّحة المتوارية والقوى السياسية، مع العلم ان احدا من المعنيين بالصراع في طرابلس غير قادر على الجزم بان الخطة الامنية ستؤدّي مبتغاها، في ظل عدم وضوح الرؤية الاقليمية، وعدم التيقّن من ان القرار السياسي الكبير اتخذ فعلا وعلى اعلى المستويات بتحييد طرابلس عن رمال سوريا المتحركة ومعاركها، الخاسرة او الرابحة، للنظام وللمعارضة.
اكثر من 200 قتيل هي حصيلة جولات التقاتل بين جبل محسن وباب التبانة منذ العام 2008. هل يتوقّف العدّاد مع بدء تنفيذ الخطة الامنية. هذا هو السؤال الكبير؟ والاهم هل حان أوان عرسال وبريتال والجوار؟ هناك الحسابات مختلفة كليا، وهي مرتبطة عضويا بتطورات الميدان السوري، وعلى ارض عرسال مئات المسلحين السوريين الذين لا يأتمرون برئيس حكومة ولا وزير لبناني. هنا الاختبار الاصعب للدولة اللبنانية برمّتها، وليس فقط لـ "خطتها".

 

  • شارك الخبر