hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - العميد المتقاعد طوني مخايل

ثوار الرئيس

الثلاثاء ٥ تشرين الثاني ٢٠١٩ - 06:30

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

- "ان الإصلاح الاجتماعي-الاقتصادي، لا يُمكن ان ينجح الا بإرساء نظام الشفافية، عبر إقرار منظومة القوانين التي تُساعد على الوقاية من الفساد، وتفعيل أجهزة الرقابة.

- الحق يُستَحق بالممارسة وليس بالاستعطاف والوقوف على أبواب اهل السياسة والسلطة، كما الموقع الذي يشغله صاحب الاختصاص والكفاءة والنزاهة الفكرية والمادية.
- دعوتي اليوم لكل المسؤولين والأحزاب والتيارات والمذاهب، ان ننبذ خلافاتنا، ونضع مصالحنا الشخصية جانباً.
- يجب استعادة الاموال المنهوبة، وكل من سرق المال العام يجب ان يُحاسب".
هذا بعض ممّا قاله رئيس الجمهورية ميشال عون منذ خطاب القسم وحتى الامس القريب.
هنالك امران لا ثالث لهما لعدم وضع هذه العبارات موضع التنفيذ. اما ان فخامة الرئيس كغيره من المسؤولين يعتمد الديماغوجية في خطاباته للوصول الى السلطة وهذا امر مُستبعد جداً، لأن من يعرف الرئيس شخصياً ومن عَرِفه عبر الشاشات مقتنع جداً بصدقه ونزاهته.
يبقى اذا الامر الثاني وهو الذي يجري على ارض الواقع، وهو ان الأطراف الباقية التي تُشاركه الحكم غير صادقة في خطاباتها العلنية، وتُكَّبله في الخفاء بالصلاحيات، وتُعرقل مسيرته الإصلاحية في محاربة فسادهم، والرئيس يمْتنع عن مواجهتهم المواجهة الكاملة خوفاً على السلم الأهلي.
ومن اقوال الرئيس في مخاطبة الشعب اللبناني :
-"الشعب اللبناني هو الحصن المنيع الذي الجأ اليه في التعهدات الكبرى والخيارات المصيرية.
-اللبناني سَئِم الوعود ويكاد ييأس من تناتش المصالح، وملَّ عدم اكتراث أصحاب القرار بمخاوفه وبطالته وحقوقه واحلامه المكسورة.
-الى شباب لبنان أقول: لطالما كنتم نواة شعب لبنان العظيم وقلبه النابض، ولطالما كان ايماني بكم كبيراً وبقوة التغيير التي تُمثلون".
انتجتْ انتفاضة 17 تشرين الاول فئة قوية، صلبة، نظيفة، فتية، مثقفة، عابرة للطوائف والمناطق. فئة وبالرغم من ان القليل منها قد عَبَّر عن رفضه للرئيس لغايات سياسية، الا ان اكثريتها ما زالت تُؤمن به وبنواياه وسعيه لتنفيذ برنامجه.
اناشدك يا فخامة الرئيس بتبني هذا المولود الجديد، ان صرخته تشبه صَرخَتُك، ووجعه من هذه الطبقة البالية هو نفسه وجَعَكُ، إلتجئ الى هذا الشعب وفقاً لما صَرَّحت به، فإنه يُعينُك على الذي يُقيد يديك، ويُساندُك في تحقيق اهدافك، ففيه من الوطنيين المثقفين ما يؤلف عشر حكومات، وفيه من المناعة الطائفية ما يكفي ويفيض لحماية السلم الأهلي، فيه من الاقتصاديين النزيهين الكفؤئين ما يُشكلون سداً منيعاً في وجه الانهيار.
ان غالبية الشعب اللبناني الطيب، الصادق، الفقير ما زال بحاجة اليك، ولكنه بحاجة فقط لمن يُشبِهُهُ ان يذهب اليه، لأنه سئِم الذهاب الى هؤلاء.
يقول عالم الفيزياء البرت اينشتاين: "الجنون والفشل ان تفعل ذات الشيء مرة بعد اخرى، وتتوقع نتيجة مختلفة". منذ عقود واهل السلطة يُكررون نفس الإداء والنتيجة واحدة: الفشل، الفشل ثم الفشل، مصحوباً احياناً بنوبات جنون. 

  • شارك الخبر