hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - مروى غاوي

صراع حامٍ في الكواليس.. قريباً إلى حرب التعيينات

الأربعاء ١ أيار ٢٠١٩ - 06:14

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تُعتبر التعيينات الإدارية الملف الدسم والأكبر الذي سيوضع بعد الانتهاء من الموازنة على طاولة مجلس الوزراء، وتدور حولها اتصالات وتخضع لنقاشات لبلورتها والاتفاق حولها.
عملياً لا يُتوقّع أن يكون هناك مشروع خلاف كبير بين المكوّنات السياسية حيث أن هناك اتفاقاً بعنوان عريض على أن لا يتدخّل رؤساء الأحزاب والكتل في حصص غير طوائفهم، وعملياً فإن المواجهة واقعة داخل الطوائف نفسها في عملية تناتش واضحة للمواقع الإدارية والوظائف الشاغرة في المؤسسات والإدارات.
طبخة التعيينات وُضعت على النار في لقاء باريس في مباحثات تشكيل الحكومة بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس التيار جبران باسيل وتمّ الاتفاق على عناوين رئيسية وبقي البحث فيها للتفاصيل ربطاً برغبة الأحزاب تحصيل حصص لها، فالأحزاب تعتبر التعيينات الاستحقاق الأهم الذي يؤمّن لها الظهر الحامي والذي تستند إليه في الإدارة كما توفّر لها عناصر القوة في المؤسسات .
مسيحياً، الصراع ليس مخفياً بين "التيار الوطني الحر" و "القوات"، وسبق أن انتقد رئيس "حزب القوات" سمير جعجع اندفاع "التيار" ليحصد كل المواقع المسيحية في الإدارة وبات واضحاً في كواليس حركة التعيينات أن رئيس "التيار الوطني الحر" يريد أن تؤول إليه الحصة المسيحية الأكبر في تعيينات الإدارة لتثبيت نظرية العهد القوي وتكريس خروج المسيحيين من مرحلة العزلة والإقصاء، وتعتبر قيادات عونية أن زمن إقصاء المسيحيين في الدولة انتهى بوصول رئيس الجمهورية ميشال عون وأن الأرقام التي حصلت عليها الأحزاب في الانتخابات هي المدخل لتمثيلها في الإدارة.
سنيّاً يسعى "تيار المستقبل" من منطلق كونه القوّة التمثيلية في الطائفة للحصول على عدد من المواقع الإدارية لتدعيم موقع رئيس الحكومة والحفاظ على صلاحياته ولمواجهة ملف الفساد الذي فُتح قبل فترة بوجه قيادات مستقبلية سنيّة على غرار ملف الـ11 ملياراً واستدعاء النيابة العامة المالية لرئيس مجلس إدارة أوجيرو ، ويحتاج "تيار المستقبل" لتعويض معنوي وسياسي عن تقلّص حصّته النيابية وتحجيمه وزارياً ودخول المعارضة السنية إلى الحكومة وعليه فإن المعارضة السنية لن تتمكّن من انتزاع حصص مهمّة في الإدارة وقد تحصل على حصة بدرجة متواضعة جداً لأن الحلفاء السياسيين منشغلون بحصصهم في طوائفهم..
شيعياً فإن الثنائي الشيعي سيجني كل المواقع الشيعية في الإدارة والمُتوقع أن تتراجع الحصة الشيعيّة الأكبر المتعارف عليها لرئيس مجلس النواب نبيه بري بعد أن قرر "حزب الله" أن يكون شريكاً في السلطة وأن يتمثّل في الإدارة .
درزياً فإن حصة النائب وليد جنبلاط موضع شكوك والتباس وفق الأعراف السابقة كان رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" ينال الحصة القصوى من المراكز المحسوبة على الطائفة الدرزية في وزارات المستقبل لكن الثنائي الدرزي المتمثّل بالنائب طلال إرسلان ورئيس "تيار التوحيد" وئام وهاب يقوم بمزاحمته والتصويب عليه ويُحكى أن جزءاً من التصعيد الذي يقوم به جنبلاط اليوم مرتبط بعملية عزله ومحاولة سلبه مواقع إدارية، وبعد أن حصل جنبلاط على ما يريد لرئاسة الأركان في الجيش فإن ثنائي إرسلان - وهّاب يتطلّع إلى المواقع الدرزية الأخرى كمدير عام وزارة الصحة .
حرب التعيينات تدورعلى نار حامية لكن الأولوية اليوم لملفات متفجّرة مع نزول المتقاعدين إلى الشارع ومع ذلك تتمسّك كلّ الأطراف بعدم خضوع التعيينات للمحاصصة، الأمر الذي لا تُظهره المعطيات والمؤشرات على أرض الواقع، تؤكد أوساط "التيار" أنه يلتزم مبدأ الكفاءة والمعايير التي حدّدها رئيس الجمهورية لتبوء المراكز الإدارية ووظائف الفئة الأولى، ويتحدّث مسؤولون في "القوات" عن عدم احترام الآليات القانونية والدستورية وعملية تهريب لبعض المواقع.
تتحدّث أوساط عن تفاهم مُسبق بين الحريري وباسيل حول التعيينات، وهذا التناغم إن حصل سيخفّف حجم القوى المسيحية الأخرى حيث تؤول الحصة المسيحية المقدّرة بالتسعين بالمئة لفريق "التيار الوطني الحر" .

  • شارك الخبر