رأى مدير عام شركة "ستاتيستكس ليبانون" وناشر موقع "ليبانون فايلز" الاستاذ ربيع الهبر، أن المشهد في الإنتخابات الفرعية في طرابلس قد تغير فقال :"

في الإستحقاق النيابي في العام 2018 كان هناك 53 مرشحاً أما الآن هناك مرشح و منافسين، ففي الإستحقاق النيابي الأخير خضنا انتخابات بلوائح كاملة وبالرغم من ذلك لم تشهد المدينة هذا الإقبال على الإقتراع". كلام الهبر جاء خلال حديث تلفزيوني ضمن برنامج آخر كلام عبر قناة الـ "ان بي ان" الذي يقدمه الزميل عباس ضاهر، مشيرا إلى أن السياسة لم تعد تستهوي الناس، فالمنافسة تكون إما بالتطرف أو بالمنافسة بين الأسماء ذات الشعبية الكبرى لافتا إلى أن الإنتخابات عام 2018 كانت تحمل أسماء سياسية وأوزاناً طرابلسية كبيرة مثل فيصل كرامي ونجيب ميقاتي واشرف ريفي وابو العبد كبارة، وأضاف الهبر: "عدد المرشحين محدود نحن امام 6 مرشحين واحد منهم مجهول وواحد مسجون ففعليا نحن امام 4 مرشحين والمعركة كانت بين النائب ديما جمالي وأسماء غير معروفة" واعتبر الهبر أيضا أن الأطراف الداعمة اكتفت بالدعم المعنوي و ليس بالدعم الفعلي و التحشيد، وأشار إلى أن "طرابلس منطقة قاسية لتيار المستقبل فهي تضم اطراف كثيرة ومتعددة"

اضاف الهبر، كانت المعركة بالدعم المعنوي وهذا لا يؤدي للحشد بل هو بحاجة للتطرف والتطرف يحتاج الى طرف اخر لكي يصبح فعالاً، فمثلا لو ترشح طه ناجي لكنا رأينا خطاباً سياسياً عال النبرة وتوتراً على الأرض، ولكن الجميع سعوا لعدم الدخول في معركة خاسرة "
وأكد الهبر أن "التحالفات تضعف، فاللبناني يحب الأكثر تطرفا فمثلا لما كان الرئيس سعد الحريري يتزعم 14 آذار ويدلي بمواقفه ضد سوريا كان يحظى بشعبية أوسع، هذه الشعبية مازالت موجودة ولكن بنسبة أقل إذ فقد الفئة الأكثر تطرفاً، وتابع، "كل المناطق اللبنانية تعاني والناس يرهقها الوضع الاقتصادي خاصة في الشمال، اضاف الهبر، اجرينا دراسة منذ عامين في لبنان وتبين أن طرابلس هي الأكثر فقراً بين المناطق اللبنانية المختلفة، أما عن نتائج المجتمع المدني فقال، "المجتمع المدني لم يحقق نتائج وللحصول على نتائج المجتمع المدني الصحيحة عليك الاطلاع على انتخابات 2018 وما حملت من لوائح ومرشحين"
وعن المحاسبة اعتبر ان الشعب اللبناني سينتخب نفس الطبقة السياسية، "إذا حصلت هذه الإنتخابات اليوم او بعد 3 اعوام فنحن نعلم ان النتائج ترسم قبل 3 سنوات و ليس قبل 3 اشهر، ونحن نستطيع قراءة الخطوط العريضة التي لا تتغير، فالشارع أيضا لا يتغير بل ما يتغير هي الحملات وبعض الشخصيات ولكن ضمن نطاق نفس الأحزاب والتيارات السياسية واللبنانيون انتخبوا منذ العام 1990 حتى يومنا هذا زعماء الحرب، لأن هذه القيادات تلعب على شد العصب الطائفي والغرائزي.
وعن تمثيل تيار المستقبل في المجلس النيابي أشار الهبر إلى أن حصتهم في المجلس أتت نتيحة للقانون النسبي الذي اعتمد في الإنتخابات والذي وافق عليه التيار وفق ظروف وأجواء معينة وتحت تأثير تحالفات كل القوى السياسية لافتا إلى أن هذا القانون قلل من مرونة التيار في مجلسي النواب والوزراء، وعن الوضع الحكومي قال الهبر ان أكبر تناغم اليوم هو بين الحريري و عون ومثلا في موضوع المالية هو بين امل وحزب الله من جهة وعون والحريري من جهة أخرى، ولكن هذا التناغم لا يقف بوجه الثنائي الشيعي لأنهم مسيطرون على التمثيل في المجلس و الوزارة في الشكل والمضمون، اضاف، حتى وزير اللقاء التشاوري الذي جاء إلى الحكومة قلل من نجومية تيار المستقبل"
أما عن خطة الكهرباء فقد لفت الهبر إلى أن "المشكلة اليوم اننا نريد أن نشتري من جديد البواخر والفيول ولكن هناك مشاكل أساسية في البلد و هي المصاريف التي ندفعها على النازحين السوريين، ففي لبنان مليون و700 الف شخص يشربون من مياهنا و يستفيدون من مواردنا وسمعنا صرخة أهل البقاع أنهم ينافسون أيضا في تجارة الخضار"
وتحدث أيضا عن مشكلة سلسلة الرتب والرواتب قائلاً أن مبدأ سلسلة الرتب و الرواتب هو مبدأ محق ولا أحد يقبل أن موظفين يعملون منذ العام 1996 ولا يحصلون على زيادة في رواتبهم، اضاف انه وبالرغم من وجود فساد ورشاوى ولكن هناك أشخاص نظيفون ومثال للمناقبيةوالنزاهة في الادارة العامة، وتابع "الخطأ كان بتحديد حجم السلسلة لأن النظام كله غير صالح ولا أحد يتحمل هذا الخطأ فعندما وصلنا إلى السلسة اصطدمنا بالقانون، اضاف، هناك مشكلة في خدمة الدين العام وأخرى في تمويل الكهرباء وأفضل حل هو في الخصخصة وتابع ان نطفئ مولدات الدولة ونترك مولدات الاحياء تعمل ممكن ان يكون من افضل الحلول. اضاف ان ما فعله الوزير السابق رائد خوري ناجح وعندما اعتمدنا العدادات أصبحت الكلفة منخفضة، كما اشار الهبر الى انه لا يصدق أن الدولة ترغب في تأمين الكهرباء 24 على 24 في ظل الهدر التقني الذي يتحدثون عنه" كما لفت إلى إن تكلفة إنتاج الكهرباء أكبر من القيمة التي ندفعها وفي حديثه عن مؤتمر سيدر قال " يعتبرون أن سيدر رح يشيل الزير من البير" يجب أن يتذكروا أن سيدر سوف يدفع بعد ثلاثة أعوام و يشترط وجود اصلاحات، القيمون على سيدر من الدول طالبوا بخطة للكهرباء، ثم عادوا ورفعوا مطالبهم باشتراط اصدار الموازنة، وأعلن الهبر أن سيدر سيتأخر والإصلاحات يجب أن تكون داخلية ولا يجب الاقتطاع من رواتب الموظفين وعن موضوع تعويضات نهاية الخدمة قال ان هناك من تصل تعويضاتم إلى مليار و 500 مليون ليرة، وتسائل اذا كان هذا الرقم مقبولاً.
وختم مدير عام شركة "ستاتيستكس ليبانون" وناشر موقع "ليبانون فايلز" الاستاذ ربيع الهبر، قائلا بأن الحل المالي في لبنان يتمثل في أن تأتي دولة مثل المملكة العربية السعودية أو أي دولة أخرى وتمنح لبنان مبلغاً كبيراً يغطي جزءاً من الدين، وهذا ما لن يحصل لارتباطه بالسياسة ولأن لا عطاءات مجانية.