hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - كريم حسامي

بعد 70 عاما "هل دقت ساعة السلام"؟

الأربعاء ١٠ نيسان ٢٠١٩ - 06:07

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بعد 70 سنة من إقامة دولة إسرائيل وبدء القضية الفلسطينية وبالتالي النزاع العربي – الإسرائيلي، وبعد 70 سنة من خوض إسرائيل الحروب المباشرة (1948 و1967 و1973) وغير المباشرة لتثبيت نفسها ودولتها في المنطقة وفي فلسطين تحديداً، نراها اليوم تستعدّ للحظة التي تعتبرها حاسمة هذه المرّة عبر ما يسمّى "صفقة القرن"، فهل تتحقق بمزيد من إراقة الدماء مثلما تُظهر التطورات التصاعدية التي تُنذر بمزيد من الحروب؟

لا مفرّ من القول إن هذه الصفقة ستكون ناجحة أكثر من سابقاتها أو إنها نجحت نسبياً (من دون حرب شاملة) قبل طرحها رسمياً في عدد من النواحي، فتمّ التحضير لها خلال فترة وأصبحت مكتملة العناصر على رغم إجحافها بحقّ الفلسطينيين في الوجود.

صفقة القرن على مراحل
بعد كل المحاولات الأميركية السابقة الفاشلة لتسوية هذا النزاع، يبدو للمراقبين أن هذه المرّة ستكون وفق القاعدة التالية: إما السير بالصفقة لتحقيق ما يسمّى بالسلام تحت سيطرة الإسرائيليين وإما دفع الثمن غاليا لتطبيقها...

لكن المراقبين يؤكدون أن الصفقة هذه المرّة أتت بعد سنوات من التحضيرات والجهود الكثيفة التي عملت عليها تل أبيب حيث أحرزت تقدّماً هائلاً في مسارها كمفهوم "دولة" ومقوّماتها في الشرق الأوسط والعالم، وذلك بالقوة الناعمة.

وأضافت أن الأمور أصبحت أكثر من جدية لطرحها بعد مجيء الرئيس دونالد ترامب والتأكد من إيجاد قبول لدى المحيط العربي.

غير أن الصفقة تعرّضت لنكسة عندما تدخّل الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز العام الماضي رافضاً الصفقة ومبعداً ولي عهده الأمير محمد بن سلمان عن الملف.

بعدها أتى قتل الصحافي جمال خاشقجي حيث هُمّش دور السعودية ليعطي دور قيادة الصفقة لمسقط بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والدليل على هذا الكلام تصاريح وزير الخارجية العمانية يوسف بن علوي ومناشدته الدول العربية لاتخاذ إجراءات "مُطمئنة" لإسرائيل كي تشعر بالأمان في محيطها العربي، لوضع حدّ للحروب الدائرة منذ عقود بين الطرفين، فضلاً عن تصاريح مماثلة من وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، وصولاً إلى الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل وسيادتها على الجولان وإعادة رفات الجندي الإسرائيلي، بانتظار الاعتراف بسيادة إسرائيل على الضفة وغيرها من القرارات.

نتنياهو والإعلام
إلى ذلك، استخدم الإسرائيليون الإعلام بشكل أساسي للتسويق لأنفسهم كدولة متطورة وكحليف ضد إيران.

فكان نتنياهو يدلي بتصريحات مقتضبة من حين إلى آخر خلال السنتين الماضيتين حول وجود علاقات بين إسرائيل ودول عربية، ثم تطوّر الخطاب للإعلان عن علاقات مع دول سنيّة ضد إيران من دون تسميتها.

توازياً وانتقالاً إلى شعوب المنطقة، كان ولا يزال المتحدّث باسم جيشها أدرعي يستخدم المنصّة الأشهر في العالم الافتراضي، أي تويتر، لاختراق الساحات العربية والتعليق على الأحداث، حيث رأينا ذلك بوضوح في لبنان.

هذه الاستراتيجية هدفها تحويل هذا النوع من العلاقات لتصبح طبيعية وعادية لنا مع مرور الوقت، حيث يصبح هناك تواصل بين إسرائيل والشعوب التي ترفض بمعظمها حتى التفكير به فضلا عن زيارة وزيرة إسرائيلية الجامع الكبير بأبو ظبي العام الماضي.

وفي السياق، استعمل الإسرائيليون تقنية استطلاعات الرأي، حيث كشف استطلاع للخارجية الإسرائيلية أن نسبة لا بأس بها من مواطني البلدان العربية يفضّلون التطبيع مع إسرائيل، وخلص إلى أن العراقيين يتطلّعون للتطبيع أكثر من غيرهم والسعوديين أقلّ.

تكنولوجيا ورياضة وهجرة
إلى ذلك، أكدت مصادر مطلعة أن "العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية أصبحت متقدّمة في مجال التكنولوجيا والزراعة والصناعة والسياحة والاقتصاد والتجارة".

وأضافت المصادر أن تصريحات قرقاش وبن علوي تؤشر لطبيعة المرحلة المقبلة، فعندما يكون لدى الوزيرين تصاريح يقولان فيها إنهما "يتوقعان زيادة التواصل بين الدول العربية وإسرائيل من خلال اتفاقات ثنائية صغيرة وزيارات يقوم بها ساسة ووفود رياضية"، فهذا جزء من مسار صفقة القرن.

هذه التصاريح وغيرها تؤكد انتصار إسرائيل بالدم أولاً ثمّ بالقوة الناعمة على الدول العربية والخليجية.

وفاز رياضيون إسرائيليون بميداليات ذهبية في مسابقة للجودو في أبو ظبي والدوحة، وعزف النشيد الوطني الإسرائيلي.

في مجال الهجرة اليهودية، واستكمالاً لتصرّفها كـ"دولة محترمة"، تستعدّ إسرائيل لمطالبة 7 دول عربية وإيران بمبالغ إجمالية قدرها 250 مليار دولار تعويضاً عن ممتلكات اليهود الذين "أجبروا" على مغادرة تلك البلاد عقب قيام دولة إسرائيل، وذلك بحسب تقارير صحفية.

عبء غزّة ولبنان
أما العائق الوحيد لإسرائيل، فهي غزّة التي يريدون التخلّص من عبئها، وتصريح نتنياهو خير دليل على ذلك إذ أنه يفكّر في احتلال غزة للمرّة الأخيرة بعدما اقترح على أحد الزعماء العرب استلام القطاع لكنه رفض.
والسؤال المحوري: ماذا سيكون دور ومصير لبنان في الصفقة؟ الأشهر المقبلة ستحدّده.

  • شارك الخبر