hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - كريم حسامي

أميركا: "أنا فوق الجميع في الشرق الأوسط"!

الخميس ٤ نيسان ٢٠١٩ - 06:03

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

منذ تدخّل روسيا في الحرب السورية لإنقاذ النظام، أصبح الحديث يدور عن استرجاع دور روسيا في الشرق الأوسط وكسر أحادية أميركا.

فمحور "الممانعة" هلل للدور الروسي معطياً إياه دوراً أكبر بكثير مما هو عليه عبر القول إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعاد أمجاد الاتحاد السوفياتي، خالصاً إلى أن الأحادية الأميركية انكسرت إلى غير رجعة وأصبح لدينا ثنائية في السياسات الدولية لدى القوى العالمية، وبالتالي لم تعد أميركا تنفرد في أخذ القرارات.

لكن ما ظهر في الفترة الأخيرة عكس كل هذا الكلام وبرهن أن هذا المحور نفخ في الدور الروسي كثيراً معظّماً إياه إلى حين انكشفت الأوراق وظهرت مجدداً حقيقة الأحادية الأميركية في اتخاذ القرارات حول السياسات الشرق أوسطية مقابل دور روسي ضئيل جداً أو عديم إذا أمكن القول.

من اليمن إلى فلسطين
في نظرة سريعة على دول الشرق الأوسط، يلاحَظ للمرة الألف كيف تظهر أميركا حقيقتها كقوّة أحادية وتظهر أن بإمكانها تغيير السياسات والأوضاع كيفما شاءت من دون أن يتمكّن أحد من إيقافها.

من اليمن إلى مصر مروراً بإيران والعراق وفلسطين المحتلة انتهاء بسوريا ولبنان، تفرض الولايات المتحدة سياساتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية والنفطية، وتسير معها معظم هذه الدول مرغمة لأن البديل هو الفوضى أم المقاطعة وبالتالي عواقب وخيمة.

وفيما تتكلّم واشنطن عن مخططاتها ثم تطبّقها، نرى الطرف الآخر عاجزاً عن فعل أي شيء سوى التنديد واستنكار الهجمات العسكرية وإصدار البيانات التي تتوعّد بالردّ عبر الجملة الشهيرة: "في الوقت والمكان المناسبين".

وفيما تسير أميركا في رسم مخططاتها وتطبقها ميدانياً من دون أن تكترث لأي قوى أو دولة، أكانت روسيا أم إيران، فهي تقول للجميع: "أنا فوق الكل!"

من يمكنه فعل شيء سيكون الدخول في حرب مع أميركا ضد مشاريعها، لكن الجميع يدرك أنه خاسر أمامها.

إعمار الدول والنازحين ثم الجولان

الأسئلة التالية تلخّص بوضوح كيف أن الأمور، أكانت تفصيلاً صغيراً أو كبيراً في الشرق الأوسط، لا تمر من دون الضوء الأخضر الأميركي:

هل بالإمكان إعمار اليمن والعراق، وخصوصاً سوريا، من دون الموافقة الأميركية؟

هل بالإمكان إعادة معظم النازحين السوريين والعراقيين والفلسطينيين وغيرهم من دون الموافقة الأميركية؟

هل بالإمكان منع أميركا أو إسرائيل من خرق أجواء أي من الدول العربية ومنعها من قصف أهداف معينة؟

هل بإمكان أي دولة عربية منع أميركا من إقامة قواعد عسكرية ومطارات لها على أراضيها مثلما هو حاصل في العراق وسوريا وغيرها؟

هل يمكن لأي قوى منع أميركا من أخذ ثروات الدول، الطبيعية منها وغيرها؟

هل يُمكن للعراق أو لبنان الحصول على الكهرباء من إيران أو غيرها لتغطية حاجاته من دون موافقة أميركا؟

هل يُمكن للبنان أو مصر أو غيرهما طلب مساعدة عسكرية من أي دولة غير أميركا؟

هل يُمكن تحسين أي وضع اقتصادي مهترىء في أي دولة عربية من دون دعم من أميركا؟

هل يُمكن لأي دولة عربية مدّ أنابيب نفط أو غاز إلى أي من الدول أو القارات من دون أميركا؟

فهل بإمكان الدول العربية إنقاذ قضيتهم الأولى، فلسطين قبل فوات الأوان؟

هل بإمكان هذه الدول الردّ عسكرياً على القرارات الأميركية حول الشرق الأوسط أكان في الجولان أو القدس أو الضفة أو الأراضي اللبنانية المحتلة أو غيرها؟

والسؤال الأهم: هل يُمكن لاي دولة عربية قطع علاقاتها الديبلوماسية مع أميركا؟

مرحلة قوّة
فأميركا وصلت لمرحلة من القوّة حيث لا تكترث حتى لحلفائها الأوروبيين للتشاور معهم حول مخططاتها في المنطقة مثلما يحصل اليوم مع "صفقة القرن"، فيما تبلّغ حلفاءها العرب بها فقط.

والدلالة على ذلك قول الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن أميركا ستطلب من إسرائيل إعلان حكم ذاتي في الضفة ودولة في غزة.

عندما تريد أميركا خنق أي دولة أو حزب يقف ضدها، يمكنها فعل ذلك بكل سهولة مثلما يحصل مع "حزب الله" وإيران اللذين يتفاديان بكل الوسائل الدخول في حرب تريدها أميركا وإسرائيل لانهما ببساطة مخنوقان لدرجة أنهم عاجزون عن خوضها.

فهل يمكن أن يكون الأمل الأخير في الشعوب العربية؟

  • شارك الخبر