hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - مروى غاوي

بماذا اختلفت زيارة الاميركي إلى الصيفي عن لقاءاته الأخرى؟

الجمعة ٨ آذار ٢٠١٩ - 06:05

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

حدثان ذات صلة بحزب الكتائب اللبنانية لم يكن مرورهما عادياً قبل فترة: مداخلة النائب سامي الجميل في جلسة الثقة وما تبعها من اشتباك كلامي بين نائبَي "الكتائب" سامي ونديم مع نائب "حزب الله" نواف الموسوي تسبّب بتجميد عضوية الموسوي في حزبه لسنة كاملة، ومفاعيل الكلمة الانتقادية للنائب نديم الجميل في مؤتمر "الكتائب" عن تراجع دور الحزب وحضوره ووصفه له بالجمعية الخيرية وحزب الشخص والعائلة .
قنبلة "الكتائب وحزب الله" تمّ تطويق ذيولها سريعاً وكان لافتاً أن هجوم "حزب الله" وحّد إبني العم في قضية تتعلّق برمز بشير الجميل واستحضار زمن الدبابات الإسرائيلية في حين أن الوقائع تشير ألى أن إبنَي العم لا يتفقان حول عناوين وقضايا داخلية، وحيث يعطى لما يحدث في الصيفي تفسيرين متناقضين فإما أنّ ما يحصل في "الكتائب" هو دليل ديمقراطية فترك نديم الجميل يقول ما يريد بدون مقاطعة له أو أن هناك بوادر معارضة مخفية في أروقة الحزب.
الاحتمال الأخير وفق أوساط كتائبية ليس في محله الصحيح فليس هناك صراع أجنحة أو معارضة في الحزب بل أن الأمور تتّخذ أبعاداً ديمقراطية، فحزب الكتائب مرّ بتاريخ من الانتفاضات ويملك مساحة واسعة لحرية التعبير والقرار موحّد حول القيادة الكتائبية التي أعيد انتخابها في المؤتمر الحزبي الأخير.
لا ينفي كتائبيون تعرّض الحزب لخضّات تمثّلت بتراجع حضوره النيابي وخروجه من الحكومة، إلا أن المشهد السياسي الراهن وتأزم علاقة القوى السياسية وانعدام التوازن في الحكومة مقابل سيطرة "حزب الله" على الحكومة وتراجع دور الفريق السيادي يُثبت أن خيار "الكتائب" كان في محله.
استقبال مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد في البيت المركزي واختياره الصيفي منبراً لتصريح عنيف لم يكن تفصيلاً عابراً في زيارة الموفد الأميركي الاستطلاعية للساحة الداخلية قبل قدوم الوزير بومبيو، إذ عكست زيارة ساترفيلد ولقاؤه سامي الجميل معالم الارتياح الأميركي لأحد رموز ثورة الأرز المتهالكة، فالجميّل لم يساوم ولم ينجرف وراء التسويات السياسية .
لقاء الصيفي في أجندة الزائر الأميركي حمل خصوصية معيّنة فثمّة قناعة لدى الأميركيين أن الصيفي هو مركز للمعارضة اللبنانية وأن رئيس "حزب الكتائب" هو مكوّن أساسي معارض للسلطة الحاكمة والتوازن المفقود على طاولة مجلس الوزراء، فالقلق الذي عبّر عنه الموفد الأميركي أمام القيادات التي التقاها سببه انعدام التوازن داخل الحكومة وانحراف لبنان إلى لعبة المحاور، فالدولة اللبنانية تغطّي "حزب الله" وهناك احتمال وتخوّف من انتقال العقوبات الأميركية من "حزب الله" إلى الدولة، التحذيرات الأميركية كانت لعدم تحويل لبنان إلى ساحة لنفوذ طهران تستطيع من خلالها التفلّت من العقوبات.
الابتعاد عن السلطة التنفيذية حوّل "الكتائب" إلى رقيب على الحكومة، النائب المتني الياس حنكش أصبح عضواً في المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء، فيما النائب سامي الجميل يطالب بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية في موضوع التوظيف غير القانوني في القطاع العام، أما في السياسة الكبرى فإن "حزب الكتائب" يتطلّع لتكوين جبهة معارضة تؤمّن العبور إلى الدولة وليس إلى دويلة "حزب الله"، ولاستعادة خطاب 14 آذار وإقامة خطوط تماس بين خطاب سياسي وآخر معارض واطلاق فسحة للنقاش السياسي بدل الخطاب الواحد.
يعترف كتائبيون بتراجع الحزب في الانتخابات النياية ولكن "خسرنا نواباً وحافظنا على المبادىء"، مردّ الخسارة يعود إلى عوامل كثيرة من الهجمة السياسية على "الكتائب" نتيجة عدم انخراطها في التسوية السياسية ولأن الناس صوّتت في الانتخابات مع حيتان المال، فيما رئيس "حزب الكتائب" سامي الجميل لم يقدّم تنازلات وأثبت بقاؤه على مواقفه في السنوات الأربع الماضية مثبتاً نظافته وفعاليته في مجلس النواب.
لاءات ثلاث تمسّك بها الكتائب من المرحلة السابقة وتشكّل استمراراً للمستقبل، "لا" لإقامة تحالفات غير طبيعية في الانتخابات، ولا للمشاركة في الحكومة ولا ثقة للحكومة، فالمهمّ ليس أن تتألف الحكومة بل أن تتآلف وقد ظهرت بسرعة الخلافات بين مكوّنات الحكومة فلا يوجد أي اتفاق بينها على أي ملف حتى ملف الفساد الذي يتمّ فيه تقاذف التهم من فريق إلى آخر.

  • شارك الخبر