hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - حـسـن ســعـد

الطبع يغلب التطبّع... واستمرار التخلّف تطبيع ضامن

الإثنين ٢٥ شباط ٢٠١٩ - 06:02

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في حكومة "إلى العمل"، "التضامن الوزاري" أقل من مبدأ، بل أقل من نظريّة، وقد يصبح قريباً أقل من وهم، إذ لا أساس موجود كي يُبنَى عليه ما هو معدوم أصلاً.
بعد طول انتظار ومعاناة، وبعد أنْ قُدِّمَت التشكيلة الحكوميّة على أنها "هديّة" للشعب "الموهوم"، كشفت مجريات الجلسة الأولى لمجلس الوزراء، بعد نيل الثقة، أنّ الشعب لم يحصل على "الهدية المزعومة" اليوم، ولن يحصل عليها مستقبلاً، طالما أنّ "الطبع" المجبول بالحقد الطائفي والنكايات السياسيّة والأنانيّات الشخصيّة والنيّات السيئة هو المرجع لسلوكيّات معظم الأفرقاء المُتحكِّمين بالسلطة وبمصالح الناس، وصاحب الغلبة الدائمة على "التطبّع" المُتقلِّب والزائف.
وفي الرواية التالية ما يُعبِّر بوضوح عن حقيقة الأداء السياسي العام والحكومي المُؤتمن على مصالح الناس:
(في العام 1974، كان "مهاتير محمد" ضيف شرف في حفل الأنشطة الختامية لإحدى المدارس في ماليزيا، وذلك قبل أن يصبح وزيراً للتعليم، ثم رئيساً للوزراء عام 1981.
وفي ذلك الحفل طرح "مهاتير" فكرة إجراء مسابقة للمُدرّسين، وليس للطلاب، وهي توزيع بالونات على المُدرّسين، على أن ينفخ كل مُدرّس بالونه ومن ثم يربطه في أسفل رجله.
ثم جمع "مهاتير" جميع المُدرّسين في ساحة مُحدّدة، وقال: "لديَّ مجموعة من الجوائز وسأبدأ من الآن بحساب دقيقة واحدة فقط، وبعد انتهاء الدقيقة سينال كل مُدرّس ما زال مُحتفظاً ببالونه جائزة".
وما أنْ بدأ التوقيت حتى هجم المُدرّسون بعضهم على بعض، وعمل كل واحد منهم على تفجير بالون الآخر.
بعد انتهاء المسابقة وقف "مهاتير" أمام المُدرّسين، وقال بإستغراب:
"لم أطلب من أحد تفجير بالون الآخر؟ ولو لم يتّخذ كل شخص قراراً سلبيّاً ضد الآخر لنال الجميع الجوائز. لكن التفكير السلبي طغى على الجميع، فقد كان كل واحد منكم يفكر بالنجاح على حساب الآخرين، مع أنّ فرصة النجاح متاحة للجميع، إلا أنّ البعض يتّجه نحو تدمير الآخر وهدمه لكي يُحقق النجاح على حسابه").
للأسف، مع حكومة، يشهد التاريخ على أنّ "طبع" معظم مكوِّناتها قائم على هكذا تفكير وثقافة وأداء، ويشهد أيضاً على زيف "التطبّع"، سيبقى التشاؤم سائداً ومقيماً، إلى أجل مجهول، في مرحلة لا تغيير سيتخلّلها ولا إصلاح ولا مكافحة فساد ومُفسدين وفاسدين ولا خلاص من بؤس الواقع المُعَاش.
واضح أنّ تطوير الحكم "مبدأ مُعطَّل"، والأوضح أنّ استمرار التخلّف "تطبيع ضامن" لمصالح قوى سياسيّة "مُتحكّمة"، معظمها يتداول السلطة بالوراثة المباشرة وغير المباشرة، ضامنٌ إلى درجة جعلت من التوريث السياسي أمراً طبيعيّاً يتم عبر وسائل "ديمقراطيّة" تُمارسها شعوب الطوائف بطيبة خاطر مع فائق التعامي عن المساوئ المنظورة والمخاطر المُنتظرة.
عندما يصبح "التضامن الوزاري" عملاً حكوميّاً مُهيناً، بنظر البعض، فإن الفائدة من بقاء الحكومة تصبح معدومة.

  • شارك الخبر