hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - عادل نخلة

خفايا مؤتمر "بروكسيل 3"

الثلاثاء ١٩ شباط ٢٠١٩ - 06:09

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مسافة أقلّ من شهر تفصل لبنان عن مؤتمر "بروكسيل" الذي سيعقد في 14 آذار المقبل من أجل البحث في كيفية مواجهة أزمة النزوح.

يذهب لبنان إلى مؤتمر "بروكسيل 3" وما تزال أزمة النزوح قاطنة في عقر داره، في حين أنّ الرئيس سعد الحريري ومعه الدولة اللبنانية مقتنعون بأن لا عودة فورية للنازحين بل هناك عودة طوعية ولا أحد يعلم متى تبدأ.
يحضّر لبنان أوراقه جيداً لهذا المؤتمر، ويرى كثر من المسؤولين الرسميين نقاط إيجابية في بروكسيل، وتلك النقاط تتمثّل بالآتي:
أولاً، إن أزمة النزوح لا تقتصر فقط على لبنان بل تشمل كل دول الجوار، وخصوصاً تركيا والأردن، وإذا كان هذان البلدان لا يملكان خوفاً وجوديّاً لأن غالبيتهم من الطائفة السنية، ومخاوفهم تنبع فقط من الهمّ الاقتصادي، فإن لبنان يملك الخوف الديموغرافي وتغيير طبيعة "بلد الرسالة" القائم على التوازن الإسلامي المسيحي، إضافة إلى الهمّ الاقتصادي خصوصاً أنه يواجه أخطر مرحلة في تاريخه.
ثانياً: إن هذا المؤتمر يشكّل بوابة دعم جديدة للبنان ولدول الجوار، ويعطي الدولة الحق بالمطالبة بالمساعدة لأنها احتضنت النازحين أكثر من 7 سنوات، وبالتالي فإن الدول الأوروبية والدول المانحة تعلم دقّة الوضع اللبناني، وهي بالتالي لن تسمح بالإنهيار، على الرغم من أن هذه المساعدات التي سيحصدها لبنان هي أشبه بمسكّنات ولا تمثّل حلاً جذرياً.
ثالثاً: سيشكّل هذا المؤتمر نافذة لإطلالة لبنانية على العالم، لأن المليون والنصف مليون نازح الموجودين على أرضه يشكّلون قنبلة موقوتة تهدّد أوروبا في أي لحظة، لذلك فإن هذا المنبر الدولي أساسي للمطالبة بعودتهم إلى أراضيهم وإنقاذ لبنان والنازحين على حدّ سواء من المأزق الذي يعيشون فيه.

لذلك، فإن ورقة لبنان إلى المؤتمر ستتضمّن كلّ النقاط التي تثير الهواجس والتي يطمح لبنان إلى حصد المساعدة فيها، وتلك الورقة ستركّز أيضاً على طلب العون للمجتمعات المضيفة وليس للنازحين، وتأتي في سلّم الأولويات إعادة ترميم البنى التحتية المتهاوية أصلاً، ومساعدة الدولة من أجل البقاء والصمود، كذلك، فإن لبنان سيطلب تمويل مشاريع على شكل هبات من المجتمع الدولي الذي يجب أن يتحمّل مسؤولياته.
ويأتي مؤتمر "بروكسيل" ليضع المجتمع الدولي أمام اختبار جديد، خصوصاً أن أوروبا لا تريد أن يتدفّق مزيد من النازحين إلى أراضيها، كما أنها لا تملك خطّة حلّ لأنها ليست جزءاً من الدول المتصارعة في سوريا، وإن كان لها موقف سياسي ممّا يحصل.
ويؤكّد عدد من السفراء الأوروبيين في جلساتهم مع المسؤولين اللبنانيين أن أزمة النزوح ما تزال طويلة إذ إن الحلّ السياسي في سوريا لم ينضج بعد، كما أن الحرب العسكرية ما تزال مستمرّة، والمناطق الآمنة لا تشكّل حلاً لأزمة النزوح.
ولا يراهن الأوروبيون على الخطة الأميركية - الروسية في هلسنكي لأنها لم تبصر النور بعد، لذلك يدعون لبنان إلى التحمّل مجدّداً لأن الفرج ليس بقريب.

عادل نخلة

  • شارك الخبر