hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - كلوفيس الشويفاتي

شَطَبَه من المحضر.. ماذا عن غوغل ويوتيوب؟

الإثنين ١٨ شباط ٢٠١٩ - 05:55

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

على مدى ثلاثة أيام شاهد اللبنانيون النواب الذين اختاروهم طوعاً وقناعة لتحديد مسار مستقبل بلادهم وأولادهم يترافعون ويخطبون ويعظون ويوجهون ويَعِدون ويُنددون وينتقدون ويُعلنون ويُهددون... واستمعوا إلى كل ما تحمله اللغة العربية من أفعال الوعيد والتأكيد والجزم والحزم والحسم والعزم على تغيير المسار والمصير وبناء دولة الحداثة والمستقبل.

ولكن إذا سألنا أي لبناني في الشارع اليوم ماذا بقي أو ماذا علق في ذهنك وعقلك من كلام تلاه النواب في البرلمان؟... فالأكيد أن أحداً منهم لن يتذكر إلا ما تمّ شطبه من ذاكرة المجلس ومن محاضره.
كلام شطبناه من المحضر؟ الرئاسة تطلب شطب هذه العبارة من المحضر؟ نطلب حذف هذا الكلام من المحضر أو عدم تدوين هذا الكلام في المحضر... وما إلى ذلك من كلام يحقّ لرئاسة المجلس النيابي دون سواها اعتباره خارج المحضر بالشطب أو بالحذف أو بعدم التدوين...
فبربّكم في هذا الزمن الذي بات فيه لكل مواطن أرشيفه الخاص ومستنداته العامّة والخاصة، وبات بإمكان كلّ مواطن وبلحظة واحدة نبش واسترجاع أي حدث وحديث ومعرفة أي كلمة قالها فلان أو علتان وبأي تاريخ لا بل بأي لحظة وفي أي ظرف...هل ما زلنا نحن نسجّل كلمة في محضر أو نشطبها منه؟ وهل بشطبها نكون قد ألغينا مفاعيلها وتداعياتها وطلبنا من المواطنين والمسؤولين عدم الرجوع إليها؟..
يعتبر أحد القانونيين أن "عملية شطب الكلام من قبل رئاسة مجلس النواب من محضر جلسة معينة هو عدم تدوينه رسمياً وإزالته من الأرشيف بحيث أنه إذا أراد أو طلب أحدهم الاطلاع على محضر الجلسة في ما بعد لا يجد هذا الكلام أو يجده مشطوباً وغير معتمد".
ولكن العارفين باللغة المعتمدة والمؤثرة اليوم وهي لغة "الرايتنغ" يعلمون أن الكلام المشطوب هو في الطليعة. وفي ذهن اللبنانيين سجالات ومواقف في مجلس النواب لا يُمكن أن تُنسى، وهي ما زالت مطبوعة في أذهانهم منذ سنوات وسنوات وآخرها جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، عندما انتخب بعض النواب أسماء من خارج المجلس ومن غير المرشحين ومنهم شهداء أو فنانين بهدف توجيه رسالة لحزب أو لخصم أو لتسجيل موقف... كما أن من أكثر ما يتذكّره اللبنانيون مثلاً هو الورقة التي حملت إسم مريام كلينك في انتخابات رئاسة الجمهورية...
أما في الجلسات الأخيرة المخصصة لمناقشة بيان نيل الثقة لحكومة "إلى العمل" فأكثر ما حفظه وسيحفظه المواطنون كان الكلام المشطوب من المحضر للنائب نواف الموسوي عن الرئيس الشهيد بشير الجميل، وردّ النائبين نديم وسامي الجميل عليه، وما تبعهما من ردود واعتذار وردود على الاعتذار. فأصبح الكلام الذي شطبته الرئاسة من المحضر حاضراً في كلّ العقول والقلوب وعلى كلّ شفة ولسان.
وسيتذكّر اللبنانيون أيضا كلاماً آخر تمّ شطبه من المحضر، وإن كان وقعه أقل من الأول وهو "صوص" جميل السيّد ورد النائب فتفت والرئيس الحريري وعبارة "إحترم حالك"...
فإلى رئاسة وإدارة مجلس نوابنا الكريم، وبما أنكم سمحتم بنقل مداخلات النواب في جلسات الثقة مباشرة على كل وسائل الإعلام، وبما أنكم تسمحون بوجود الأجهزة الخلوية مع أي من المتواجدين في قاعة المجلس (نواب، موظفون، إعلاميون...) لا ينفع شطب الكلام ولا يجدي نفعاً التستّر على كلام قيل في العلن أمام ملايين الناس وسُجّل على الهواتف ومواقع التواصل وشاهده مئات الآلآف...
وبعد كل ذلك وانسجاماً مع الحداثة والتكنولوجيا والإعلام الإلكتروني وكلّ ما يشهده العالم من ثورة في الاتصالات والتواصل... واحتراماً لعقول الناس ولتطوّرها وكذلك احتراماً لمواقع غوغل ويوتيوب وتويتر وفايسبوك وغيرها... يجب على مجلس النواب وعلى كلّ السلطات والإدارات اللبنانية تحديث قوانينها الداخلية والإدارية، العثمانية منها والفرنسية لتنسجم مع روح الحداثة وتسهّل حياة المواطنين وتتلاءم مع الواقع والعصر. وكما تمّت المطالبة بالحكومة الإلكترونية نحتاج أيضاً إلى مجلس نواب إلكتروني وإلى قضاء إلكتروني وإدارات إلكترونية...
فهل ستلحظ الحكومة ذلك من ضمن مسار الإصلاح الذي وعدت المواطنين باعتماده؟ أم أنهم سيبقون رؤوسهم في الرمال معتبرين أن الشطب من المحضر له كلّ الفعل والمفعول، ويبرّىء الفاعل ويلغي المفاعيل؟

  

  • شارك الخبر