hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - مروى غاوي

الحريري... إلى تفعيل حكومة تصريف الأعمال

الأربعاء ١٦ كانون الثاني ٢٠١٩ - 05:57

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

على مسافة بعيدة من محاور الاشتباك بين بعبدا وعين التينة فضّل الرئيس المكلّف سعد الحريري الحياد ريثما تنتهي آثار العاصفة التي هبّت حول مشاركة ليبيا في القمة. خيار الحياد لم ُيبدّد معالم استياء الحريري من جولة التوتّر الأخيرة وقد نقل عنه مقرّبون تأسّفه ووصفه ما يحصل بالمُعيب والمؤسف لكلّ الاطراف للدولة اللبنانية ولقضية الإمام المغيّب موسى الصدر وهو الموقف نفسه لبعض قيادات تيار المستقبل.
بعد تسلّم رئيس الجمهورية ميشال عون رئاسة القمّة العربية ينتقل الحريري لترؤس الجلسات مع الوفود العربية، وبالطبع فإن رئيس الحكومة يقوم بالدور كرئيس حكومة تصريف الأعمال، الأمر الذي يؤشر إلى استمرار حالة المراوحة الحكومية واستمرار نهج حكومة تصريف الأعمال في المرحلة المقبلة إذا لم يتمّ الاتفاق بعد القمّة الاقتصادية على تشكيل الحكومة.
فعملية التأليف دخلت مرحلة النوم السريري الذي لا أحد يعرف موعد الاستفاقة منه، وتفاؤل الحريري بتأليف الحكومة كان تبدّد في مرحلة الأعياد بسقوط كلّ المبادرات ليحلّ بعدها الصراع بين الأفرقاء حول ملفات خلافيّة كثيرة. وحتى الساعة تسيطر حالة الجمود على المقرّات الرئاسية، فرئيس الجمهورية مهتمّ حالياّ بالقمّة العربية فيما نعت عين التينة الحكومة التي صارت في خبر كان من الماضي .
وفق العارفين بما يحصل في بيت الوسط لا مانع لدى الرئيس المكلّف من عقد جلسة مجلس وزراء لتصريف الأعمال، لا بل فإن الحلّ الوحيد المُتاح والقائم اليوم هو تفعيل حكومة تصريف الأعمال ولكن الاعتراض يأتي من بعبدا التي تتريّث في هذا الصدد.
يقول مستقبليون إن الرئيس المكلّف وضع كلّ ثقله لإنجاز هذه الحكومة لكن التعطيل أتى من غيره، وإذا كان الحريري لم يصعد أو يتّهم بالمباشر والصريح حزب الله فإن لدى الرئيس المكلّف شكوكاً بدور افتراضي لسوريا وحزب الله في التعطيل مع تحييد واضح لبعبدا التي أعطت الكثير في الموضوع الحكومي.
وفق قيادات في المستقبل فإن الاعتذار عن تأليف الحكومة غير مطروح في أجندة الحريري، وبالعكس فإن الرئيس المكلّف متمسك بالبقاء على رأس السلطة التنفيذية محافظاً على التسوية السياسية مع العهد وتفاهماته ولأنه يعوّل على الحكومة لتطبيق مقررات مؤتمر سيدر.
آلبحث الأخير في انجاز الحكومة كان توقّف عند رفض الرئيس المكلّف لثلاثة طروحات، آخرها كان طرح توسيع الحكومة لتصبح 32 وزيراً والتي رفضها الحريري لأن هؤلاء زيادة عدد في الحكومة ليس أكثر او اقل ،بالنسبة إلى الرئيس المكلّف لا يهمّ إضافة وزراء فالبلاد لا تحتاج إلى وزراء دولة لا يعملون بل إلى وزراء يعملون ضمن حقائب، حكومة من 32 وزيراً تعني للمستقبل والحريري استجلاب فريق 8 آذار والنظام السوري إلى عقر دار المستقبل وكسر التوازنات السياسية التي قام عليها النظام .
في قناعة المقرّبين من المستقبل ليس هناك نيةّ لأي طرف سياسي بالاستغناء عن الحريري في رئاسة الحكومة والضغوط الراهنة هي لتحقيق مكاسب لهذه القوى السياسية ودفع الحريري لتقديم تنازلات.
ينطلق الحريري من تمثيل وقاعدة شعبية ويحظى بدعم خارجي وداخلي لا مثيل له للبقاء على سدّة رئاسة الحكومة ،وقد تبلّغت قوى 8 آذار أن الحريري لن يُقدم على الاعتذار عن التكليف، وحيث يتمسّك رئيس الجمهورية أيضاً ببقاء الحريري ويرفض إخضاعه وإضعافه بل يريده رئيساً قوياً لحكومة العهد الثانية.
اعتذار الحريري إذا حصل تحت الضغوط سيوقع البلاد بأزمة تكليف تشمل تداعياتها الجميع ولن يكون فريق 8 آذار بمنأى عنها، فالحريري هو من أكثر الشخصيات السنية اعتدالاً وقبولاً من الآخرين، وقد ثبُت أن الحريري استطاع في حكومة العهد الأولى المحافظة على التوازنات السياسية وعلاقة جيدة بالرئاسة الأولى وكانت علاقته بحزب الله في حالة ربط نزاع وتمكّنت من تجاوز مطباّت وخضّات كبرى، فثنائية عون والحريري أثبتت نجاحها فيما لم يعمد الحريري في الحكومة السابقة إلى التصعيد ضدّ حزب الله بل تعاطى معه أمام المجتمع الدولي بأنه "أمر واقع" وأن الحزب جزء من المكوّن اللبناني يرفض المواجهة معه، وقد وافق على منح حزب الله وزارات وازنة منها وزارة الصحة وبالتالي فإن هذه التنازلات عندما تدقّ الساعة الإقليمية سوف تفعل فعلها وتدفع بالقوى السياسية في الداخل إلى الموافقة على صدور الحكومة التي كانت اصبحت جاهزة بعد اسبوعين من تكليف الحريري لكنها لا تزال في ثلّاجة الانتظار حتى اليوم.
 

  • شارك الخبر