hit counter script

الحدث - مروى غاوي

"إنتحاريو" التيّار على خط حارة حريك-وادي أبو جميل

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٨ - 05:57

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أربك خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله الساحة السياسيّة وأعاد عقارب التشكيل إلى المربّع الأوّل إذ تميّز بفائض قوّة استثنائي لحارة حريك ولهجة غير مألوفة أو مضى عليها الزمن في تعاطي "حزب الله" مع الأطراف السياسيّة الأخرى خصوصاً وأنّ الحزب التزم منذ فترة أصول المساكنة والتهدئة مع أخصامه السياسيّين وتحديدًا رئيس الحكومة سعد الحريري حيث تميّزت مرحلة الحكم والتعاون بينهما بالإيجابية والتزام الخطوط الحُمر في التعاطي السياسي .

والواقع أنّ علاقة "حزب الله" ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري كانت محكومة بالتوافق على إدارة الأزمات وكأنّ هناك رعاية مباشرة من العهد لهذه العلاقة وهكذا تمّ تجاوز بسلاسة محطات كان يمكن أنْ تُسبّب قطيعة سياسيّة مثل "المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان" التي مرّت المرافعات فيها رغم كل ما سيق من اتهامات كانت موجّهة إلى فريق أساسي في "حزب الله"، وكذلك بدت التسوية السياسيّة غير المكتوبة بنصوص أو اتفاق محصّنة داخلياً ضدّ كل الأحداث فتم تجاوز الـ"فيتو" على تسلّم "حزب الله" حقيبة الصحّة والعقوبات الأميركيّة كما التهديدات الإسرئيليّة بشبكة أمان داخليّة قوامها العلاقة المستقرة بين الأخصام الاستراتيجيّين.
أما وقد خرج "حزب الله" للتصعيد في مسألة توزير حلفائه النواب السُّنة، فإنّ هذا الموقف طرح تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين "حزب الله" ورئيس الحكومة المكلّف من جهة، وحول الدور الافتراضي لحليفهما "التيّار الوطني الحر" في تقريب وجهات النظر من جهة أخرى. فإلى جانب مَن سيقف "التيّار" في المواجهة حول المقعد السُنّي؟
تؤكد أوساط نيابيّة في تكتل "لبنان القوي" أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون استبق على ما يبدو المواجهة التي كان واثقاً بحدوثها بين الرئيس المكلّف و"حزب الله". فالأخير فجّر قنبلة توزير النوّاب السُّنة وهو لا يتراجع عن وعده لحلفائه والرئيس المكلّف ثبّت في أحاديث صالونات التشكيل وما أعلنه على المنابر أنّه رافض كلّياً للتوزير الذي يعتبره انتحارًا سياسياً له ولـ"تيّار المستقبل"، وهكذا فوّضت بعبدا رئيس "التيّار الوطني الحر" للمهمّة التفاوضية.
في القراءة العونيّة لخطاب نصرالله، تؤكد الأوساط أنّ مضمونه يختلف عن الشكل العام، ففي الشكل تضمّن كلامه تصعيدًا تجاه ثلاثي الحريري - جنبلاط - جعجع بنبرة عالية وقساوة لفظيّة، وقد وصل الأمر إلى تشبيه أخصام "حزب الله" خطاب نصرالله بأنّه "7 أيّار" جديد .
وفق الأوساط ذاتها فإنّ سبب التصعيد انزعاج "حزب الله" من الاستخفاف بمطلبه فانتقل إلى الدفاع عن نفسه تجاه اتهامه بالتعطيل وعرقلة إنجاز الحكومة بتنفيذ الأجندة الإيرانيّة أو مهلة الوقت. فاستحضر المهل الزمنيّة لعُقدتي "القوّات اللبنانيّة" و"الحزب التقدمي الاشتراكي". أما في المضمون فإنّ القراءة بين سطور كلام نصرالله تُظهر أنه لم يُقفل الباب أمام المخارج والحلول.
يقف "التيّار الوطني الحر" بين حليفيه في حارة حريك ووادي أبو جميل في محاولة لتقريب المسافات، فرئيسه جبران باسيل أُعطي تفويضاً من بعبدا لإيجاد الحل للعُقدة السُّنية بعد أنْ تعرّضّت التسوية السياسيّة بين "المستقبل" و"حزب الله" لاهتزاز قوي في اللحظة الأخيرة من تشكيل الحكومة. مهمة "انتحاريو التيار" ليست سهلة. فرئيس الجمهوريّة منحاز بالموقف لرئيس الحكومة في رفضه توزير النوّاب السُّنة كونهم كتلة مركّبة وغير متجانسة، والسقوف عالية في ظل الموقف الجامد لرئيس الحكومة والموقف الرافض لـ"حزب الله".
تجزم أوساط التكتل أنّ "التيّار الوطني الحر" على مسافة متوازنة من الطرفين وأنّه ليس طرفاً مع أي فريق بل يبحث عن مخرج للأزمة بعد أن تحوّل تمثيل السُّنة إلى عُقدة مستعصية ولم تعد مجرّد عقدة ثانوية وهامشيّة.
 

  • شارك الخبر