hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - حـسـن ســعـد

هل من المصلحة الإبقاء على الحكومة المستقيلة؟

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٨ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بخلاف السعي إلى الإسراع في تشكيل الحكومة العتيدة وإطلاق عجلة العهد، وفي الوقت الذي توحي فيه الاتصالات الجارية والجهود المبذولة على أعلى المستويات أنّ "العقدة السُنيّة" هي آخر العُقَد التي تؤخر ولادة الحكومة، يشي آداء وزراء الحكومة المستقيلة بعكس ذلك تماماً، بدليل أنّ نوعيّة السجالات الدائرة بين بعض الوزراء تؤشر إلى أنّ عمر الحكومة المستقيلة طويل وإلى أنّ وزراءها مُقيمون في مناصبهم إلى أجلٍ غير مُسمّى.
عمليّاً، تبدو "العقدة السُنيّة" وكأنها العقدة الملائمة التي تتناسب إعادة إحيائها "الآن" مع الظروف السياسيّة المُوجبة للتأخير، والتي أبرزها وأخطرها بدءاً من اليوم سريان مفعول جديد العقوبات الأميركيّة على "حزب الله" والمقرّبين منه، والتي يُخشى أنْ تتوسّع لتشمل لبنان الدولة والمؤسسات الرسميّة واللبنانيين أينما حلّوا والمُقيمين على أراضيه.
واقعاً، وبعد أنْ بات دعم مطلب توزير أحد أعضاء "اللقاء التشاوري للنوّاب السُنّة المستقلّين" في الحكومة حكراً على"الثنائي الشيعي" دون غيره واقتناع رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون بوجهة نظر رئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري الرافضة لتمثيل سُنّة المعارضة لا من قريب ولا من بعيد والمُتمسّك بأحاديّة زعامته وتمثيله للطائفة السُنيّة وزاريّاً واعتصام العديد من القوى السياسيّة بالصمت بعد ضجيج المطالبة بضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، صار من الممكن تصنيف غالبية المواقف الداخليّة من هذا المطلب في خانتين: الأولى "محاولة تفادي التعرّض للعقوبات الأميركيّة، بمعنى رفع المسؤوليّة" والثانية "محاولة تحقيق أهداف استراتيجيّة ذات بُعد خارجي تخالف مبدأ الوحدة الوطنيّة".
الحكومة الجديدة إن شُكّلَت على شاكلة الواقع مُجبرة على التعامل والتكيّف مع جديد العقوبات الأميركيّة المفروضة على جزء وازن من الشعب اللبناني، ما يعني أن البلاد ستشهد مواجهات داخليّة، لدواعٍ خارجيّة، يتخلّلها الكثير من المناورات والمناكفات والكيديّات ومستويات مختلفة من التحدّي والتصدّي والأثمان.
إلا أنه، ورغم السجال الحاد الذي حصل، في اليومين الماضيين، بين وزراء أساسيّين والذي يعني فيما يعنيه أنْ لا أمل ولا إيجابيّة من تشكيل حكومة جديدة لا مناعة وطنيّة لديها ولا خير يُرتجى منها.
السؤال: هل من مصلحة الجميع الإبقاء على الحكومة المستقيلة، المكلّفة تصريف الأعمال، على حالها إلى أنْ يأتي الفرَج ويحلّ التعقّل بدلاً من الاستمرار في المكابرة العقيمة كأمر
واقع أقل ضرراً وأكثر استيعاباً وفعاليّة في مواجهة تلك العقوبات، لناحية محاولة درء مخاطرها وتجنّب تداعياتها في المجالات التي قد تقع ضمن نطاقها في التشكيلة "الممنوعة"؟
"الجوع قد يدفع البعض إلى القضم العشوائي، فكيف إذا كان الجوع جوعاً إلى السلطة؟".

  • شارك الخبر