hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - غاصب المختار

غزل "القوّات" لـ"المردة"... هل هو رسالة إلى "التيّار الوطني الحر"؟

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٨ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم يكن مفاجئاً كلام نائب رئيس حزب "القوّات اللبنانية" النائب جورج عدوان حول اتصالات للتقارب بين حزبه وبين "تيّار المردة"، ذلك أنّ المعلومات كانت تشير منذ مدة إلى اتصالات بين الجانبين بخاصة في مناطق الشمال لترتيب الأمور بين الطرفين وتهدئة الأرض بين مناصريهما، لا سيما بعد الانتخابات النيابيّة الأخيرة التي خاضاها بمواجهة بعضهما بعض وبمواجهة مع "التيار الوطني الحر"، لكن المفاجئ كان توقيت الإعلان عن هذا التنسيق والاتصالات، حيث جاء في عزّ الاشتباك السياسي والحكومي بين "القوّات" وبين "التيار الحر"، فيما العلاقة ما زالت جامدة ولو من دون توتّر بين تياري "المردة" و"الحر".

وإذا كانت مناسبة كلام النائب عدوان هي مساهمة وزير الأشغال العامة يوسف فنيانوس -وهو من قادة "تيّار المردة"- في تلبية طلب "القوّات" شق طريق وادي الست – مجدل معوش في الشوف، ما دفع عدوان إلى توجيه شكر خاص وتنويه واضح بـ"المردة" وبرئيسه سليمان فرنجية وابنه النائب طوني، فهو أشار في المجال السياسي إلى أنّ "العمل المشترك الذي نقوم به سوياً، سيظهر في المستقبل القريب بالتطوّر السياسي في العلاقات بين "القوّات اللبنانيّة" وسليمان فرنجية و"تيّار المردة"، فهل هذه رسالة من "القوات" إلى "التيار الحر" بأنّ العلاقة ستتطوّر مع خصمه الشمالي "المردة"؟
لقد تقاسمت التيارات المسيحيّة الثلاثة مقاعد المسيحيّين النيابيّة في مناطق تواجدها المشتركة (البترون والكورة وزغرتا) فيما فشل "المردة" في إيصال نائب إلى منطقة عكار، لكنّه أثبت حضوره وعزّزه كما "القوّات" في الأقضية الأربعة، ولعلّ غياب "المردة" عن خوض معركة انتخابات الجبل أفسحت المجال لـ"القوّات" لمدّ نفوذها أكثر على حساب "التيّار الحر" لاسيّما في بعبدا التي كانت معقلاً برتقالياً بلا منازع سنوات طويلة، إضافة إلى عاليه، بفضل التحالف مع "الحزب التقدمي الاشتراكي" في الدائرتين، ويبدو أنّ تداعيات الانتخابات ما زالت حاضرة في خطاب "التيار الحر"و"القوّات" من خلال ربط نتائجها وحساباتها بعمليّة حسابات تشكيل الحكومة، لذلك نلحظ تنامي الخلاف بين الفريقين على خلفيّة لمن الأمرة ولمن الأرض ولمن القرار في مناطق الشمال وبعض الجبل؟
المهم في غزل "القوّات" لـ"المردة" أنّه جاء في عزّ حماوة تشكيل الحكومة والصراع الحقيقي على التمثيل المسيحي ليس في البرلمان فقط إنّما في الحكومة، باعتبارها الإدارة التنفيذيّة لوعود نوّاب القوى السياسيّة لناخبيها بـ"المن والسلوى الإنمائيّة والخدماتيّة"، وهو أمر يتحسّب "التيار الحر" لانعكاساته داخل الحكومة لجهة قيام تحالف بوجهه من قبل "القوّات" و"المردة" إلى جانب "الحزب الاشتراكي" وربما حركة "أمل" في بعض الحالات. إذا كان الأمر كذلك، فأبشروا بطول عمليّة تشكيل الحكومة، فلا هذا الطرف سيتنازل ولا ذاك، وستبقى أمور البلاد والعباد معلّقة على "صراع الديوك" وسيدفع الشارع المسيحي أكثر من غيره ثمن هذا الصراع.

  • شارك الخبر