hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - حـسـن ســعـد

أزمة "الندم المُتأخّر والقلق المُتنامي"... و"العهد التأسيسي"

الخميس ١٥ أيلول ٢٠١٨ - 06:52

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عمليّاً، كل التسويات السياسيّة في لبنان إنما هي تسويات جزئية ومؤقتة لم تؤمّن للبنان يوماً أيّ استقرار أو أمان، وانتظار نتائج إيجابيّة منها في قادم الأيام أمرّ لا يستحق عناء الصبر بل هو ضربٌ من الجنون.

في العام 2012، بادر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله إلى طرح فكرة عقد "مؤتمر وطني تأسيسي"، عنوانه بناء الدولة، إلا أنّ حملة إعتراض شرسة شُنَّت على المبادرة قام بها العديد من الأفرقاء رافضين مجرّد النقاش، فنَامَت المبادرة ولم تَنَم الفكرة.
بعد ذلك، لم تُبنَ الدولة واستمرّت الأمور على حالها، وقد ساعد على ذلك خلو الساحة من نُخَب قادرة على تبنّى الفكرة ودعم التوجّه.

لم يمضِ وقت طويل حتى ظهرت نظريّة "الرئيس القوي"، التي لم تُولَد من عَدَم ولم يُروَّج لها عن عبث، فهي طبَعَت أولى الخطوات على طريق "قصر الشعب"، وحتّمَت إنتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهوريّة، وأثبتت أنّ ما كان حلماً وتحقّق لن يوقف مسيرة "قضيّة" عنوانها "إعادة الإعتبار لموقع الرئاسة الأولى".
اليوم، هناك مَن يرى أنّ التمادي في إفشال عملية تشكيل "حكومة العهد الأولى" كشف عن وجود قوى سياسيّة أساسيّة لا يناسبها قيام حُكم طبيعي وقوي، خلال هذا العهد بشكل خاص، وآخر هُمومها مستقبل ومصير البلد ومصالح شعبه.
فالمُعطيات والوقائع تشير إلى أنّ الأزمة ليست محصورة في غياب المبادرات أو التنازلات لفكفكة العقد الحكوميّة، بل هي أسيرة "الندم المُتأخّر" الغارق في المواقف والتعقيدات المُعرقلة، وفي الوقت نفسه ضحيّة "القلق المُتنامي" من قدرة الرئيس "القوي" على إعادة الأمور، ولو جزئيّاً، إلى ما كانت عليه قبل دستور الطائف، خصوصاً أنّ ما يعتبره الرئيس عون "نضالاً" يعتبره آخرون "انتهاكاً".

ليس أمراً عاديّاً أن يتوجّه رئيس الجمهوريّة إلى المُعرقلين بالقول: "... لكنّني لست مستعجلاً، ولن أتراجع"، ولا يقل أهميّة ما سُمِعَ من الرئيس قبيل مغادرته بيروت إلى نيويورك: "يُراهنون على نفاذ صبري وينتظرون أنْ أقول عِيلَ صبري، ما أواجهه اليوم أقل بكثير ممّا مرَّ عليَّ في 15 عاماً".
ما هي الترجمة العمليّة لهذَين الموقفين في حال استمرّت بعض القوى الأساسيّة في محاولات إفشال العهد؟
هل تؤدّي محاولات إفشال العهد لأن يتحوَّل إلى "عهد تأسيسي" يقف بالمرصاد ويؤسّس لرؤساء أقوياء؟
هل هناك مَن هو على استعداد لخوض معارك ومواجهات قاسية مجهولة النتائج والتداعيات والآجَال؟

من رفض فكرة "المؤتمر الوطني التأسيسي" إلى قبول المواجهة مع "العهد التأسيسي"، هل يملك الشعب ما يكفي من الصبر؟

  • شارك الخبر