hit counter script

خاص - مارون يمّين

باخرة "الجمرة الخبيثة" لا تزال متّجهة إلى لبنان... فما هي المخاطر المحتملة؟

الثلاثاء ١٥ أيلول ٢٠١٨ - 06:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا تزال باخرة "RAHME"، متواجدة في مياه حوض البحر الأبيض المتوسّط ولم تصل إلى لبنان بعد، ووجهتها ما زالت نحو مرفأ بيروت، وفق ما تفيد مواقع الملاحة البحريّة في الشرق الأوسط.
وإنْ صَدَقَت هذه المواقع، ووصَلَت الباخرة إلى لبنان، فهناك علامات استفهام عدّة تُطرَح، وتساؤلات كثيرة، خصوصا في ظلّ وجود مزاعم عن إصابة العشرات من المواطنين الأتراك ببكتيريا "الجمرة الخبيثة" بعد عيد الأضحى لاسيّما في اسطنبول، حيث رست الباخرة من دون إفراغ حمولتها.
لذلك، تزداد المخاوف في شأن الباخرة، وما تحمله من أمراض وإمكان تفشّيها في لبنان. ولكن البعض يعتقد أنّ الباخرة، إذا رست فارغة من الأبقار في مرفأ بيروت لإجراءات إداريّة يكون خطر انتقال البكتيريا قد زال عنها وأنّه لا ضرورة للضجّة المثارة في هذا الملف.
ومعروف عن "الجمرة الخبيثة" أنّها تؤدي، في حال عدم علاجها، إلى القضاء على الجسم المصاب خلال أيّام قليلة. ولذلك فإنّه بين انطلاق الباخرة من ميناء "شيشمي" في تركيا، وبقائها في عرض البحر لأيّام عدّة، من ثمّ وصولها إلى الوجهة النهائيّة، ستكون العوارض قد ظهرت على الأبقار من نزيف حاد إلى عدم القدرة على الحركة وغيرها، على ما يعتقد مراقبون.
وللوقوف عند حقيقة هذه المسألة، استوضح موقع "ليبانون فايلز"، الطبيب البيطري الدكتور جرجي معاصري المتخصّص في هذا المجال، ويؤكّد أنّه "اذا فُحصت الباخرة حقّا وتبيّن انّها خالية من الجمرة الخبيثة وجرى تنظيفها جذرياً فهي حينها لا تشكّل خطراً. وفي حال كانت تحمل هذه البكتيريا فعلاً فيجب استخدام معقّمات قويّة جدّاً لتنظيفها وتطهيرها منها".
ويشير إلى أنّه "في حال كانت الباخرة خالية من المواشي والأتربة والزبل يصبح حينها من السهل تعقيمها، لكن إذا كانت الماشية المصابة موجودة على متنها فمن الممكن أنْ يتمّ فرض حجر صحّي لمدّة 15 يوماً، وهي كافية لتبيان كل الإصابات".
ويلفت معاصري إلى أنّ "مشكلة الجمرة الخبيثة تكمن في أنّها تخلق حماية (Bacterial Spores)، وتصبح بالتالي نوعاً من أنواع البكتيريا التي يصعب تدميرها"، مشيراً إلى أنّ "العوارض ستظهر حتماً على الأشخاص الموجودين على متن الباخرة في حال أصيبوا بها، خصوصاً وأنّ الوقت الذي تستغرقه الرحلة من تركيا إلى لبنان كافٍ للتنبّه إلى ما إذا كانت الباخرة نظيفة فعلاً أو موبوءة".
ويشرح دكتور معاصري أبرز العوارض التي تسبّبها الإصابة بهذه البكتيريا، والمتمثّلة بارتفاع درجة الحرارة لدى الجسم المصاب، أكانت الماشية أم الإنسان، إضافة إلى سيلان الدم حيث يتدفّق من كل مخارج الجسم سواء من الأنف، الفم، العينين، الأذنين أو الشرج. أمّا لدى الإنسان فتظهر على جلده تقرّحات عدّة.
ويضيف: "إذا تبيّن لنا أنّ هناك قطيعاً مصاباً وظهرت على الحيوان إشارة المرض، نباشر فوراً بحقنه بالمضادات الحيويّة "Antibiocs"، وهذه الحقنة كافية لشفاء الحيوان وتجميد المرض.
ويتابع: "في حال نفق الحيوان في البرّية بسبب الجمرة الخبيثة، فإنّ التربة التي تتواجد عليها الجيفة تبقى موبوءة لعشرات السنين".
وإذ يلفت إلى أنّ "الابقار التي نفقت في تركيا آتية من البرازيل، ولا يمكن أن تكون مصابة بالجمرة الخبيثة"، يوضح معاصري أنّ سبب ذلك يعود إلى كونها "معروفة لدى مكتب الأوبئة العالمي OIE التي بدورها تعلن عن أيّ وباء يصيب قطاع الماشية حول العالم لاسيّما في البلاد الأكثر تصديراً منها وفي مقدّمتها البرازيل".
ويشير د.معاصري إلى أنّ "هناك حالات عدّة للجمرة الخبيثة حول العالم، ولكنْ منذ سنوات لم تظهر هذه البكتيريا في البرازيل؛ والباخرة التي رست في تركيا كانت محمّلة قرابة 4500 بقرة وقد تمّ نفوق 20 منها من دون إقامة الدليل على أنّها مصابة بالجمرة الخبيثة".
ويكشف لهذه الجهة أنّ "ما حصل هو إقدام التجار في تركيا على إشاعة خبر مفاده أنّ الباخرة موبوءة بسبب الصراع التجاري الحاصل الآن بفعل الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد، وتزامن وصول الباخرة إلى تركيا مع تفشّي الجمرة الخبيثة في إحدى المناطق الزراعية التركية وهذه المنطقة معروفة بأنّها مصابة بالبكتيريا نظراً لكثافة المراعي فيها والمستنقعات".
وعمّا إذا كانت الأبقار أصيبت بالبكتيريا لحظة وصولها إلى تركيا وبالتحديد إلى هذه المنطقة، يلفت معاصري إلى أنّ "الأبقار التي أتت من البرازيل دخلت إلى مرفأ بعيد عن المنطقة الموبوءة لكن من الطبيعي أنْ تنفق بعض رؤوس الأبقار بفعل الحرارة المرتفعة والكمّيات الكبيرة والمسافات الطويلة لا بسبب الإصابة بالجمرة الخبيثة".
ختم د. معاصري قائلاً: "ما فهمته أنّ الباخرة لن تأتي إلى لبنان، وحتى لو جاءت وكانت نظيفة وخالية من الجمرة الخبيثة ستثير البلبلة بسبب ما أشيع عنها خلال الأيّام الفائتة، ولنسلّم بأنّ المواشي مصابة، فالباخرة موجودة في البحر مدّة كافية لنفوق القطيع المحمّل عليها وحتى لإصابة طاقمها، وأشدّد هنا على أنّ السلطات البيطريّة اللبنانية لديها الكفاءة والجهوزيّة التامّة لاتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة هذا الموضوع".

  • شارك الخبر