hit counter script

الحدث - عادل نخلة

رئيس غائب عن عيد الجيش

الخميس ١٥ تموز ٢٠١٨ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ما زالت التشكيلة الحكومية عالقة في "عنق زجاجة" الاشتباك السياسي والصراع حول الحصص والأحجام والأوزان.

وفي السياق، يأتي الأول من آب، عيد الجيش اللبناني، هذا العيد الذي يعتبر محطة سنويّة في رزنامة الوطن، يحلّ هذه السنة وسط تحديات عدّة، معظمها ذات طابع إقتصادي وإجتماعي وسياسي.
في الأوّل من آب 2017، حلّ عيد الجيش، ولبنان يتحضّر لمعركة القضاء على "داعش" في جرود القاع ورأس بعلبك، فكانت معركة "فجر الجرود" التي طوت صفحة الإرهاب الذي كان سيفاً مسلطاً على رقاب اللبنانيين.
نجح الجيش في حربه على الإرهاب، وبات من أهم جيوش المنطقة، لا بل الجيش الوحيد الذي هزم "داعش"، وهذا الأمر ترك تردّدات عدّة، خصوصاً بعدما نال جيشنا ثقة الشعب أولاً، من ثمّ المجتمع الدولي.
لا شكّ أنّ الهم الأمني والعمل الاستخباراتي لا يتوقّف، خصوصاً وأنّ لبنان موجود وسط حرائق المنطقة، فالنار مستمرّة على الساحة السوريّة، وكذلك، فإنّ الوضع العراقي غير مستقر، وحرب اليمن لم تُحسَم بعد، لكن هذا الأمر لا يعني أنّ الخطر ما زال موجوداً، بل إنّ العمل العسكري والاستخباراتي نجح في ضبط الساحة اللبنانيّة الى حدّ كبير.
إذاً، وبعدما أعلنت قيادة الجيش عن تنظيمها الاحتفال في الكليّة الحربية – الفياضية برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في 1 آب حيث سيتم خلاله تقليد التلامذة الضباط المتخرّجين سيوفهم، يحتفل لبنان بعيد جيشه، في ظل شغور من نوع آخر.
ففي أعوام 2014، 2015، 2016، لم يكن هناك احتفالات بالعيد بسبب الشغور في سدّة رئاسة الجمهورية الذي انتهى مع انتخاب العماد ميشال عون في 31 تشرين الأول 2016.
واليوم، يأتي عيد الجيش، في ظلّ غياب رئيس حكومة شكّل حكومته ونالت ثقة المجلس النيابي، إذ سيحضر الرئيس سعد الحريري بصفتيه رئيس حكومة تصريف الأعمال ورئيس الحكومة المكلّف، وهذا المشهد يدعو إلى الحسرة، إذ إنه يتناقض مع إنجازات الجيش، وعمل المؤسّسة العسكرية، وهو كذلك لا يرتقي إلى مستوى التحديات التي تفرضها المرحلة المقبلة، والتي وصل فيها الوضع الاقتصادي إلى حدّ الانهيار.
ومن الآن، حتى 1 أب، لا تظهر بوادر حلحلة في الملف الحكومي، إذ إنّ كل فريق متمسّك بمواقفه ومطالبه وبالحصّة الوزاريّة التي يطالب فيها.
وتؤكّد مصادر دبلوماسيّة، أنّ المجتمع الدولي يطالب بتأليف الحكومة سريعاً، وبأنْ يفي لبنان بالتزاماته، وخصوصاً تجاه مؤتمر سيدر 1، لكن هذا الأمر هو في يدّ اللبنانيّين، والدول الكبرى لا تتدخل في تأليف الحكومة.
ومن جهة ثانية، تشير المصادر إلى أنّ أحد أسباب تأخير التأليف، هو الكباش السعودي- الإيراني الخفي، والذي يؤثّر بشكل كبير على الساحة اللبنانيّة، خصوصاً وأنّ الرياض ما زالت على موقفها بعدم تسليم الأغلبية الوزارية إلى "حزب الله" وحلفائه بعدما سيطر على الغالبية النيابية".
ولا ترى المصادر حلحلة قريبة في الوضع، إذ إنّ العراقيل على حالها، وأي حلّ للعقد يتطلب مجهوداً داخلياً وتنازلات لن يُقدِمْ عليها أحد في الوقت الحالي.
ويستنتج من كل ذلك، أنّ الوضع العسكري يسبح عكس الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فقد نجحت المؤسّسة العسكرية في عزل السياسة عن مسيرتها، فهل ينتقل هذا الأمر إلى مؤسّسات أخرى، أو يستمر مسار الانحدار؟
 

  • شارك الخبر