hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - مروى غاوي

مجلس نواب 2018... "نيو لوك" ومشاهير

الأربعاء ١٥ أيار ٢٠١٨ - 05:57

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

128 نائبا بالتمام والكمال ممن تجاوزوا قطوع القانون النسبي صاروا نوابا في مجلس نواب 2018 شرعيا وفعليا بعد ان تسلموا مكاتبهم و"نمر" سياراتهم ومرافقيهم وكل المستلزمات ليكملوا ولاية الاربعة سنوات، مشهد الجلسة الاولى بدون شك مثير وجذاب وما سيليه من جلسات اخرى سيتابعها اللبنانيون باهتمام وتشويق ليتعرفوا الى الوافدين الجدد الى مجلس النواب بعدما "مل" اللبنانيون من مشاهدة الوجوه نفسها على مدى ولايات وحقبات ماضية.
79 نائبا من الجدد والباقون غادروا ساحة النجمة بعدما تربعوا على عروشهم النيابية على الاغلب لاكثر من دورتين وثلاثة، لا يمكن من المغادرين نسيان كثيرين طبعوا المجلس السابق بالمشاغبات والمداخلات، فظريف الجلسات سيرج طورسركسيان "اهضم" المفقودين، ويفتقد المجلس لكواكب المشرعين نقولا فتوش وغسان مخيبر وبطرس حرب واميل رحمة، كما يفتقد المجلس الحالي النائب الكاثوليكي ميشال فرعون وحيث ان اغلب الكتل النيابية خسرت نوابا من صف ومرتبة النجوم في المجلس القديم ليحل محلهم نوابا لم يختبروا الاضواء بعد.
ما يميز مجلس النواب بطبعته الجديدة دخول وجوه جديدة وشبابية وتجديد لرموز قديمة وسابقة، فالنائب ميشال المر جدد عودته المستمرة منذ خمسون عاما، فيما لا يمكن تجاهل جاذبية وشعبية النواب تيمور جنبلاط وطوني فرنجية وسامي فتفت وطارق المرعبي القادمون من نادي الوراثة السياسية لمقاعد آبائهم، اللافت في المجلس وجود "صهرين" لرئيس الجمهورية، وضباط سابقون لمع اسمهم في المؤسسة العسكرية وصاروا نوابا للامة (وهبة قاطيشا وشامل روكز وانطوان بانو وجان طالوزيان)، وعودة ما كان يعرف برموز الحقبة السورية الى المجلس "جميل السيد وعبد الرحيم مراد"، الظواهر الحزبية او "صقور" التيارات هم بدون شك نجوم المجلس لدى كل حزب ما يكفي من نجوم.
اما المتمولين ورجال الاعمال فحدث ولا حرج في مجلس النواب اللبناني وقد وصل الامر لتقدير الثروات النيابية بمبالغ خيالية وبات يطلق على مجلس الـ2018 لقب مجلس اصحاب المليارات، في المجلس متمولين كبارا يتزاحمون في ثرواتهم، نعمة افرام الذي حل اولا في كسروان بسبب خدماته وارثه السياسي والخدماتي التراكمي، وميشال الضاهر في البقاع الطامح ليكون الرقم الاول كاثوليكيا بعد انتهاء زعامة فرعون وميريام سكاف، وأنيس نصار في دائرة عالية والشوف الذي يشكل تقاطعا بين القوات والاشتراكي رغم انه مرشح القوات لنيابة رئاسة المجلس، والنائب فريد البستاني الذي حجز مقعدا في اللحظة الاخيرة للانتخابات.
بدون شك فان تموضع النائب ايلي الفرزلي الى جانب دولة الرئيس نبيه بري يعطي للجلسات نكهتها الخاصة وسلاستها، فالرجلان اختبرا المهمة ومتمرسان بالمواقع، "هو بيفهم عليي وانا بفهم علي" يقول الرئيس نبيه بري، والفرزلي المشهود له بذكائه سيحمل مطرقة رئيس المجلس عندما يغيب الاخير او يخرج من الجلسة لضبط النظام. المجلس النيابي بدون شك يصح القول انه يحمل طابع التجديد "نيو لوك" رغم ان وجوها كثيرة ستعود لتلمع أضواؤها ولها حضورها المجلسي كالنائب جان عبيد في العمل النيابي والوزاري.
حضور نواب التيار او تكتل لبنان القوي هو الطاغي في المجلس، سيرتاح رئيس تكتل لبنان القوي كثيرا لانه اولا دخل المجلس النيابي بعد سقوط في دورتين متتاليتين وسيرتاح اكثر وهو يشاهد هذا العدد اللامتناهي من نوابه يفترشون قاعة المجلس النيابي ليحادث بري بالشيفرات "هذا انا رئيسهم جميعا" او "هذا تكتل لبنان القوي"، تكتل التيار هو اكبر كتلة نيابية في المجلس وتضم 18 نائبا حزبيا من صقور التيار ابراهيم كنعان وزياد اسود وسيزار ابي خليل وحكمت ديب، يضاف اليهم الحلفاء الياس بو صعب وشامل روكز وهاغوب بقرادونيان وحلفاء الانتخابات طلال ارسلان وميشال معوض مع حفاظ حلفاء التكتل على هامش معين من الحرية السياسية والشخصية.
اما تيار المستقبل فيأتي في المرتبة الثانية مجلسيا وبدون شك فان رئيس المستقبل والى جانبه العمة بهية هما النواة الصلبة للمستقبل والنائبة بهية الحريري ستنفصل لاحقا عن سعد الحريري الذي سيجلس في مقاعد الحكومة، ولكن نائبة صيدا ستكون محاطة طيلة الولاية المجلسية بالعنصر النسائي الجديد للمستقبل ديما جمالي ورلى الطبش وبالجدد سامي فتفت وليد البعريني ومحمد القرعاوي، والى الصقور نهاد المشنوق وسمير الجسر ومحمد كبارة وحلفاء الانتخابات تمام سلام وهنري شديد.
التنمية والتحرير هي الكتلة المجلسية الثالثة بعدد النواب (17 نائبا) وعناصرها الدائمون نبيه بري وعلي حسن الخليل وغازي زعيتر وايوب حميد ومحمد نصرالله وعلي خريس، اما القوات فهي الخامسة مجلسيا "وصار بدا" توسعة الكادر والزوم بالكاميرا لالتقاط النواب الذين سيحيطون بستريدا جعجع في المجلس،وهي ان فقدت ذراعها الاساسي بخسارة فادي كرم وعدم ترشيح ايلي كيروز وانطوان زهرا، لكن حضور نواب القوات الجدد بيار ابو عاصي وانطوان حبشي صاحب الرقم المسيحي الاكبر في بعلبك الهرمل ووهبة قاطيشا وادي ابي اللمع والنائب جورج عدوان ومن تبقى يعوض غياب السابقين. من بعدها كتلة الوفاء للمقاومة 13 نائبا ومن ثم اللقاء الديمقراطي 9 نواب يضفي حضور تيمور جنبلاط على رأسهم وهجا وان كان طيف وليد بيك سيبقى حاضرا في كواليس الكتلة، فالكتائب ثلاثة نواب "جميليين مع الياس حنكش، والمردة ثلاثة نواب في المجلس برفقة طوني بيك والحزب القومي ثلاثة نواب وكتلة العزم ثلاثة اضافة الى المستقلين وكتلة كسروان وجبيل لفريد الخازن ومصطفى الحسيني.
مجلس النواب 2018 له ميزته فهو كسر الروتين السياسي والوجوه المألوفة من اللبنانيين، وهو كوكتيل سياسي من نواب سابقين وجدد ومن متمولين ورجال اعمال وضباط سابقين و"اصهرة" وابناء واشقاء وشقيقات زعماء سياسيين وفيه عودة لافتة ومدوية لرموز سياسية من حقبات كان لها بصماتها في تاريخ اللبنانيين.

  • شارك الخبر