hit counter script

الحدث - كريم حسامي

هذا هو سيناريو الحسم في الغوطة

الخميس ١٥ آذار ٢٠١٨ - 06:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

قصفٌ بلا هوادة بالقنابل والبراميل المتفجرة تشهدهُ الغوطة الشرقية لدمشق. إذ يواصل النظام السوريّ مدعوما بحليفته روسيا دكّ هذه المنطقة على الرغم من ارتفاع حصيلة الضحايا الى ما لا يقلّ عن ١١٤٠ قتيلاً استنادًا الى احدث تعداد اورده المرصد السوريّ لحقوق الانسان.

وافادَ بعضُ التقارير بأنّ النظام اقدمَ ايضاً على استخدام الغاز في هجومه على فصائل المعارضة المسلّحة في الغوطة، فسارع وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس الى تحذير نظام الرئيس بشار الاسد من مغبة اللجوء الى الغاز سلاحاً في الغوطة، فيما شدد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف على انّ ايّ ضربة اميركية في سوريا ضد قوات الاسد ستكون عواقبها "وخيمة جدا".
ووسط تسارع الاحداث الميدانية في الغوطة، وحديث النظام عن ان ارهابيين يقصفون دمشق انطلاقا من هذه المنطقة، اجرى موقع "ليبانون فايلز" حديثا مع المحلل العسكري المتقاعد خليل حلو.
وفي وقت كانت الامم المتحدة وصفت ما يحصل في الغوطة بانه "جحيم على الارض"، اشار حلو الى عدم وجود توازن للقوى في الغوطة. وقال ان "النظامَ وحلفاءَه يتفوقون عسكريا في جيبٍ محاصر منذ سنوات".
واوضح ان ستين في المئة من الغوطة سقطَ، معتبرا ان ما تبقى من مساحتها سيسقط تباعًا لانه مقسمٌ الى اجزاء ثلاثة.
ولفت المحلل العسكريّ، في معرض شرحه للوضع الميدانيّ، انّ مناطق دوما والريحانية والريحان باتت مطوّقة بالكامل، فيما اصبحت حرستا وزملكا مطوّقتين بالكامل ومنفصلتين الواحدة عن الاُخرى.
وقال حلو انّ "سقوط المدنيين مستمر طالما ان الهدنة التي اقرّها مجلس الامن الدوليّ لم تُحترَم".
واردف: "الكثافة السكانية كبيرةٌ في الغوطة، وهذه المنطقة تُستهدفُ بالطيران والمدفعية" وهذا ما يُفسّر سقوط عدد كبير من القتلى.
وشرَحَ انّ القصفَ في المدن الكبرى لا يكون في العادة دقيقا، وانّ الحرب في مناطق كالغوطة يستلزمُ اللجوء الى اسلحة مدمّرة، ما يعني ان هناك مدنيين سيسقطون لا محالة.
وشدد الخبير العسكريّ، في حديثه لموقعنا، على انّ وقفَ نزيف الدمّ في صفوف المدنيين في الغوطة لن يتوقف لانّ النظام يرفض وقف اطلاق النار ويرى نفسه متفوقا من الناحية العسكرية، فيما لا يملك مقاتلو المعارضة غطاءً دوليا يؤمن لهم ما يلزم من الحماية، على عكس الاكراد الذين يتمتعون بغطاء اميركي في بعض المناطق شمال سوريا.
وشارحًا اهمية الغوطة بالنسبة الى الاسد وروسيا، قال حلو "الغوطة قريبة من دمشق، وبالتالي فإنّ العاصمة باتت تحت مرمى نيران مقاتلي المعارضة المتمركزين في الغوطة. وانطلاقا من هذا الواقع، يُحاول النظام تنظيف محيط دمشق".
واعتبر انّ استراتيجية الاسد هذه ليست جديدةً "فهو يُطوّق، يُجوّع، ثمّ يضرب ويُفاوض على اخلاء المدنيين، وهو الامر الذي يُعتبر العاملَ الاهمّ بالنسبة الى النظام السوري فهوَ يعلمُ انْ لا امتدادَ اجتماعيًّا لمقاتلي المعارضة الذين يخرجون مع المدنيين".
ولا يرى متابعون عسكريون للوضع الميداني في سوريا حلولاً في القريب العاجل في الغوطة، ويُشددون على انّ ايّ انفراجةٍ ميدانية لن تكون ممكنة من دون صفقة تتم من تحت الطاولة بين اكبر لاعبَين دوليَّين في سوريا: واشنطن وموسكو.
 

  • شارك الخبر