hit counter script

الحدث - مروى غاوي

هل يبقى الحريري من "المفلسين الجدد"؟

الجمعة ١٥ آذار ٢٠١٨ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا يحتاج الامر الى جهد استثنائي والكثير من البحث في الاسباب التي جعلت المملكة السعودية تدفع لتسوية الاوضاع بينها وبين الرئيس سعد الحريري، وذلك تحت وطأة الضغط الاقليمي من جهة والظروف اللبنانية التي صبت في اتجاه اقفال صفحة الاساءة السعودية لرئيس الحكومة وفتح اخرى مختلفة، فرئيس تيار المستقبل هو الحليف السني الاقوى للمملكة اذا ما عادت الامور لتنتظم مجددا بينهما وهو استطاع ان يكون حالة سياسية واصطفاف شعبي الى جانبه متكلا على كتف بعبدا بتحالف ثابت مع رئيس الجمهورية قائم منذ الانتخابات الرئاسية، فالدخول في الاسباب ليس المهم بل الخروج بالنتائج المترتبة من تسوية العلاقة مع المملكة فهل ان تصفير المشاكل سيعيد الحريري الى المربع الاول الذي كان فيه ام ان عقارب الساعة لا يمكن ان تعود الى الوراء ولا يمكن للحريري ان يلغي بمجرد لقاء في المملكة ما انجزه من اتفاقات لبنانية وتفاهمات سياسية وانتخابية.

قبل الدخول في ما سيفعله الحريري بعد عودته لا بد وفق اوساط سياسية من عدم تجاهل الطريقة السعودية بالعودة الى الملف اللبناني من خلال موفد الديوان الملكي السعودي الذي قام بمروحة واسعة من الاتصالات ولكن من دون ان يطلق مواقف استفزازية لاي طرف داخلي او يوحي بان السعودية سوف تتدخل في الانتخابات، ولا بد من التوقف عند حقيقة ثابتة وهي ان الرياض اكتشفت من خلال تقاطع المعلومات ان استقطاب الحريري افضل مئة مرة من معاداته، وان سعد الحريري هو بدون شك يمكن ان يكون من اقوى حلفائها السنيين على الاطلاق بعدما ثبت ان احدا لم يستطع ان يكون البديل القوي عن "سعد".
الحريري العائد من المملكة في التوقعات هو الحريري ذاته مهما وصلت الاغراءات السعودية او تلقى من جرعات دعم سعودية فما كتب قد كتب في السياسة، ولا يمكن ان يغير استراتيجيته السياسية او ينقلب على رئيس الجمهورية فمثل هذا التصرف يكلفه رئاسة الحكومة المقبلة ثم ان له دينا في بعبدا لم يتم تسديده بعد، ويتوقع ان يدفع قسم منه في الاستحقاقات المقبلة ومنها في الانتخابات النيابية التي سيحصل التحالف فيها بين المستقبل والتيار الوطني الحر ولكن بعناية الطرفين على الفوز بحصص وازنة في المجلس وحيث يفترض التحالف وحيث يجوز الافتراق، فالقانون هو قانون "اعمل مصلحتك واتركني اعمل مصلحتي"، هكذا يتعاطى المستقبل وهكذا يتعاطى الجميع مع القانون النسبي بصوته التفضيلي وكسوره.
من هنا فان المستقبل الذي ترتبط به عملية بت التحالفات في الكثير من الدوائر الحساسة يعرف ما هو فاعل في الانتخابات، فلا هو ملتزم بالتيار الوطني الحر وحده ولا هو مجبر اذا ما قرر السعوديون فرض التحالف مع القوات، فالتحالف مع الطرفين قائم حيثما يكون التعاون جائزا ويفترقان ليذهب كل فريق الى تحالفات اخرى حيث تفترض قواعد اللعبة الانتخابية، وفي كل الاحوال فان السعودية بحسب الاوساط تأخرت كثيرا بالعودة الى الملف اللبناني وما أنجز انتخابيا قد أنجز ومن الصعب اعادة فكفكة التحالفات وتركيب البازل الانتخابي مجددا.
وعليه لا يفترض الكثير المغالاة في التوقعات من زيارة المملكة فالمستقبل سيخوض الانتخابات كما يفعل الباقون وفق مصلحته الانتخابية وارقامه خصوصا ان الحريري اعترف بنفسه انه معرض لخسارة قسم كبير من مقاعده النيابية، ومن هنا تغليب المصلحة الخاصة في قانون "كل مين إيدو الو"، او "افعل ما يناسبني"، وعليه تم تأخير البت في بعض التحالفات في دوائر ساخنة حيث من شأن التحالفات ان تسبب خربطة انتخابية كبيرة. وقد صار واضحا ان المستقبل متحالف مع التيار ومع القوات في بعض الدوائر وربما مع الاثنان معا في اخرى بثابتة واحدة ان يكون في مواجهة حزب الله.
لا تتوقع اوساط كثيرة ان يعود الحريري بـ"حقائب" من المملكة او ان يحصل تمويل من السعودية لتياره السياسي، فالسعودية لديها حلفائها ايضا في 14 آذار الذين صدقوا معها ولن تكون بوارد تعويم الحريري ماليا اليوم على حسابهم، عدا ذلك فان الحريري اطلق في 14 شباط كلاما واضحا في هذا الموضوع بانه تجاوز ازمته المالية وانه لا يملك مالا يخوض به الانتخابات، بمعنى ان تياره لا يأتمر بالمال وبانه مصر على ما ارساه من تحالفات سياسية وانتخابية، وانه سيخوض الانتخابات باللحم الحي بدون مال سياسي. فهل يبقى الحريري يدور في دائرة المفلسين الجدد؟

  • شارك الخبر