hit counter script

الحدث - جورج غرّة

القوات اللبنانية... من الحصار إلى الحصاد

الثلاثاء ١٥ شباط ٢٠١٨ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

فيما تنهمك مختلف الأطراف السياسية بالتحضير للإنتخابات النيابية، باتت القوات اللبنانية بجهوزية سياسية كاملة ومواقف واضحة وثابتة إستكمالاً لمسيرتها منذ عودتها إلى الحياة السياسية في لبنان وإنخراطها في مسيرة إستعادة الدولة، ليس أي دولة، بل دولة العدالة والمساواة، دولة لجميع أبنائها، دولة المؤسسات والقانون، مع كل ما تتطلّبه هذه الحقوق البديهية للمواطنين من جهود وواجبات تبقى أولاً وأخيراً من مسؤولية السياسيين.

يستطيع المتابعون دون طول عناء وتحليل أن يلمسوا أن القوات اللبنانية تخطّت المفهوم التقليدي للحملات الإنتخابية وجلّ ما فعلته هو إطلاق الماكينات الإنتخابية وتسيير الشؤون الإدارية اللازمة لمتابعة تقنيات الإنتخابات تأكيداً على إنجاز العناوين باكراً للإنصراف إلى التفاصيل التي لا تسكنها الشياطين.
لا نكتب بهدف التسويق للقوات اللبنانية، فهي أدرى بصورتها التي تريد أن تظهر بها أمام الرأي العام، إنما نرغب الإضاءة على نهج سياسي جديد تمارسه القوات، ومن وحي خطاب رئيسها في حفل إطلاق الماكينات الإنتخابية، يمكن ملاحظة إبتعاد الخطاب القواتي عن السوداوية في تعداد شجون اللبنانيين ومآسيهم، فجميعنا ندركها ونحفظها ونعاينها ونعاني منها مع كل إشراقة شمس وعند كل إنقطاع للتيار الكهربائي، ومع كل فضيحة تنجلي ثم تختفي بقدرة قادر، وبالتالي لا حاجة لتذكيرنا بها؟
ما تفعله القوات هو بعث الأمل في نفوس اللبنانيين، وتزويدهم بالإرادة للإصلاح وإقناعهم بالقدرة على التغيير، لقد أنجزت القوات حيث وُجدَت وبما تمتلك من قدرات كثيراً مما وعدت به، رغم العراقيل التي واجهتها نتيجة رفضها أن تكون شاهد زور وتمرير صفقات منافية للقانون ولا حاجة للتعداد هنا، كما لا حاجة لإشادة الأصدقاء، إسألوا الخصوم، يقول مصدر قواتي.
بالعودة إلى قانون الإنتخاب، لعبت القوات اللبنانية دوراً محورياً من خلال جولات مكوكية للنائب جورج عدوان واستغلت لحظة سياسية مناسبة لإقراره إدراكاً منها بأنه الأنسب لإعطاء الشعب اللبناني القدرة على إبداء رأيه وممارسة قناعاته بعيداً عن الزبائنية وهي لا تجد نفسها في إعتماد هذا الأسلوب إحتراماً منها لمبادئها وتضحياتها وإكراماً للإنسان. بعد إقرار هذا القانون تحررت القوات من القيود وحررت الرأي العام من الإبتزاز.
هذا المسار الذي إعتمدته القوات اللبنانية أغناها عن شحذ العصبية الطائفية لصالح شدّ العصب الوطني والإجتماعي والإنساني، وحجزت موطناً لها في قلوب اللبنانيين من جميع الطوائف واستحقت إحترام القوى السياسية وبخاصة من هم في موقع الخصومة، وهي تعتمد خطابها السياسي نفسه دون اللجوء إلى ما يقسم بين اللبنانيين ودون صب الزيت على نار الخلافات، ومع إدراك بعض الأطراف مدى إنتشار القوات على مساحة الوطن، حاولوا عزلها من خلال تحالفات هجينة، في وقت كانت معراب هادئة وتراقب عن كثب سقوط المحاولة تلو الأخرى لتبدأ الوفود تقصد المقر العام للقوات اللبنانية الشامخ فوق تلّة تشرف على الحركة السياسية، وتنتقل من مرحلة الحصار إلى موسم الحصاد لتملأ بيادرها من ثمار البذور الصالحة التي نثرتها في أرض لبنان الخصبة على مدى سنوات.

  • شارك الخبر