hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - مروى غاوي

لقاء بعبدا "نفطي" بعناوين كثيرة... وبدون مصالحة باسيل

الإثنين ١٥ شباط ٢٠١٨ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تسدل الستارة في لقاء بعبدا على الفصل الاخير من احداث فيلم الفيديو البتروني الذي سبب ازمة سياسية كادت تطيح بكل الاتفاقات السياسية والمقامات التي لامست حدود الفتنة القاتلة، وحيث تتطلع الانظار الى نتائج اللقاء الذي يجمع الرؤساء الثلاثة لاول مرة في اطار واحد منذ ازمة المرسوم بعدما وقعت القطيعة بين بعبدا وعين التينة على خلفية التوقيع الثالث وشمل الخلاف بطريقه رئيس الحكومة سعد الحريري الذي شارك رئيس الجمهورية في التوقيع باستغياب رئيس المجلس وعدم توقيع وزير المالية.
فالى بعبدا المتاخمة لبلدة الحدث التي كادت تتحول الى نقطة انطلاق الحرب اللبنانية بنسخة جديدة ينجذب اللبنانيون لمتابعة لقاء الاقطاب، بعدما شهدت الازمة انفراجاً بعد الاتصال الرئاسي الذي "اشترى المشكل بالبلد"، وان كان التفاؤل بنتائج مبهرة قد لا يكون هو الوضع الجديد الذي سينتج عن اجتماع الرؤساء ولكنه بالمؤكد سينهي التأزم والتشنج القائم بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة مع الرئيس نبيه بري، لكنه لن يحل الأزمة كلها، فالخلاف حول المرسوم دستوري واداري يمكن ضبطه وتدوير الزوايا حوله، لكن مسألة الفيديو قضية متفجرة لا تزال مفاعيلها حاضرة وقد لاحقت وزير الخارجية جبران باسيل حتى مؤتمر أبيدجان ومنعته من حضوره تحت عنوان المخاوف الامنية.
يكفي تصفح وسائل التواصل الاجتماعي لاستشراف استمرار الخلاف على صفحاته بين مناصري الطرفين، فالوزير باسيل لا يزال "يحاكم" بتهمة البلطجة فايسبوكياً ومناصري أمل ملاحقون بالفيديو وبالصوت وبالصورة وهم يقتحمون مركزية التيار ويجوبون شوارع الحدث، الخلاف بين التيار وامل امتد الى القارة السوداء وكانت له آثاره في المؤتمر، فلم يكن مستغرباً ان تتحول تغريد الى جوزفين او ان يتم نقل الخلاف اللبناني الى الاغتراب.
بدون شك فان اللقاء هو خطوة تحقق اختراقاً كبيراً في جدار الأزمة بين الرئاسات وقد فرضتها الاحداث الاخيرة التي خرجت عن المألوف في الشارع وفي الادبيات السياسية وتخاطب السياسيين، وقد تكون سرقة اسرائيل البلوك 9 هي المسرع الاساسي للمصالحة بين الرئيس عون مع الرئيس بري وبين الاخير ورئيس الحكومة، لكن الاتصال الرئاسي والمبادرات من حزب الله والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم والاصدقاء المشتركين بين بعبدا وعين التينة لعبوا دوراً محورياً في دفع الرئيس لاتخاذ المبادرة التي يحكى ان رئيس الحكومة كان حاضراً في تفاصيلها ايضا.
من مفاعيل لقاء بعبدا المتوقعة انه سيخفف من التشنج الحاصل وسيدفع باتجاه العمل ووضع خطة مواجهة الاطماع الاسرائيلية بالبلوك النفطي، كما ينتظر منه ان يعيد الاوكسيجين الى الحياة السياسية فالبلاد في ورشة التحضير للانتخابات ولم تتضح معالم التحالفات السياسية و"مين مع مين بعد" رغم الدخول في مرحلة العد العكسي للانتخابات والمهل القانونية، واجتماعات الحكومة كادت تدخل في الفراغ حتى لا يقال ان الحكومة كانت مهددة بالاستقالة.
من هنا يمكن القول ان اجتماع يوم غد هو محطة مفصلية تعيد ترتيب الاولويات وعلاقة الرؤساء، لكن المصالحة بين عين التينة وباسيل غير مطروحة في هذا اللقاء في ظل تحفظات الرئيس بري على هذا الموضوع.
التحالفات الانتخابية بين امل والتيار غير مطروحة ايضاً، صحيح ان الاشتباك على الارض لم يعد مسموحا ويفترض ان ينسحب الموضوع ايضاً على العالم الافتراضي في التواصل بين الفريقين، ولكن التحالف بين التيار وامل دونه معوقات كثيرة فالخلاف لا يزال عالقاً ويصعب ترجمته في صناديق الاقتراع، عدا ذلك فان كلاً من الفريقين يبدو انه ذاهب الى خيارات في الانتخابات لا تحاكي الطرف الآخر، فرئيس المجلس ملتزم انتخابياً مع النائب وليد جنبلاط وفرنجية فيما التزام التيار الوطني الحر مع المستقبل حاصل منذ عودة الحريري من السعودية، وعليه يمكن القول ان حرب الرئاسات انتهت او جرى ضبطها وتصغيرها ولكن اشكال التيار وامل انتخابياً مستمر.

  • شارك الخبر